كتاب استعادة المكان : دراسة في آليات السرد والتأويل لـ محمد مصطفى علي حسانين
كتاب استعادة المكان |
عنوان الكتاب: استعادة المكان : دراسة في آليات السرد والتأويل
المؤلف: محمد مصطفى علي حسانين
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: كتب عربية
الطبعة:
عدد الصفحات: 237
حجم الكتاب : 1 ميغا
حول الكتاب
شكل المكان على امتداد العصور وتعاقبها هاجسا ملحا على الوعي الإنساني بعامة على جميع الأصعدة والمستويات. وتنوعت أنماط المعارف التي اتخذت منه موضوعا للدرس والبحث، محاولة – كل في سياقه – صياغة القوانين الحاكمة لحركة تكوينه وأثره على الكائن. ومن هنا تدافعت فروع الفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ، إلى جانب الجيولوجيا والهندسة – والقائمة طويلة – وغيرها من العلوم والمعارف النظرية والعلمية لتؤكد في جملتها على أهميته بوصفه مقولة قارة في الوعي البشري، تؤسس جوهر الوجود ذاته.وتأتي جدارة المكان بالاهتمام المتزايد ليس فقط لكونه المحيط الذي يعيش فيه الإنسان، لكن باعتباره أيضا مقوما أساسيا في تشكيل المنظومة المعرفية المعقدة للإنسان والتي يبنى وعيه بها وتصوراته إزاء العالم الي يقع فيه. فليست التصورات الدالة على الحضارة والتقدم أو التخلف والرجعية على سبيل المثال إلا تصورات مكانية ترتبط بمنجز مكاني متعين، بل إن تصوراتنا عن المشاعر الإنسانية (القرب/البعد)، أو عن الدول والشعوب، ما هي إلا تصورات مبنية عن طريق وعي مكاني يصوغها. ومن هنا كان للمكان أهميته على المستويات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والفنية، أي بعبارة موجزة إن كل ما يشكل وعي الإنساني الحضاري يرتبط بالمكان، على المستوى التاريخي في تعاقبه أو المستوى المتزامن الآني.وتحاول هذه الدراسة استكشاف معالم المكان الروائي، في ضوء آليات اشتغاله السردي، وعلاقاته المؤسسة لعناصر البنية السردية فالمكان الروائي ليس عنصرا يدور في فراغ، بل عنصرا في بنية الخطاب السردي يؤثر فيها ويتأثر بها، من هنا قامت الدراسة بتقديم تصورها النظري حول علاقة المكان بعناصر السرد الأخرى، كمنطلق تعتمد عليه في الدرس التحليلي. فبحثت علاقته ببنية الوصف الروائي التي يقع على محورها، وعلاقته بالزمن وصياغة الحدث وخلق الشخصيات وصنع منظور ما لوجهة النظر. ثم أشرنا لعلاقته بالنوع الروائي، ودخوله في إشكالية اللغة والمرجع، الكلمات والأشياء.وسعيا وراء ربط النظرية بالتطبيق والتحليل تخيرنا رواية (السفينة) لجبرا إبراهيم جبرا لتكون محور الدرس التحليلي ولم يكن هذه الاختيار خبط عشواء، بل يقوم هذا الاختيار على عدة اعتبارات، يأتي في مقدمتها اختيار عمل روائي في كليته، يقوم الدرس بالتركيز عليه على اعتبار أن النص/الرواية وحدة التحليل المتسقة التي يمكن التوقف عندها لفحص مكوناتها المتضافرة واكتشاف ملامحها الدالة بعيدا عن تمزيق أوصال الروايات والنصوص إلى أشلاء متناثرة من هنا وهناك تطمس في تناثرها الكلية الرمزية لكل نص، وخصوصية تكوينه، بغية أن يتطابق من خلال هذا التمزيق مع قوالب سابقة التجهيز.