|

كتاب شيعة العراق لـ اسحق نقاش

 
afd16 1927
كتاب شيعة العراق

عنوان الكتاب: شيعة العراق

 

المؤلف: اسحق نقاش 


المترجم : عبد الاله النعيمي


الناشر: دار المدى للثقافة والنشر


الطبعة: الأولى 1996


عدد الصفحات: 590


حجم الكتاب : 18.8 ميغا

حول الكتاب

يبحث الكتاب في الدور الذي تلعبه الثقافة والمجتمع والدولة في صوغ أنماط مُتباينة من التطور الديني والسياسي وسط الشيعة. ووضح الكاتب أن التركيز على المذهب الشيعي وارتباطه بإيران كان ضالة الكثير من الكتب في إهمال التشيع العربي في العراق والعتبات المقدسة فيه، ذلك لان كفة الأدبيات في المذهب الشيعي غالبا ما تميل نحو إيران تاركة ثغرات هامة فيما يخص المجتمع الشيعي العراقي.
وقد استعرض الكاتب السنوات التكوينية والارتباط التاريخي لوجود الشيعة في العراق كونهم عربا، وبيّن إن الإسلام الشيعي ارتبط منذ بدايته بالعراق نتيجة حدوث أغلب الأحداث التاريخية هُناك، ولكن هُنالك تساؤلا وهو هل يمكن تفسير ومعرفة ما هو موقع الإسلام الشيعي في العراق كما عرفناه في بداية القرن العشرين؟  وكيفية معرفة إن الشيعة أصبحوا هم الأغلبية في العراق باعتبارهم متركزين في وسط وجنوب العراق وفق الإحصائيات البريطانية  لعام 1919، وبيّن الكاتب ان فقدان العراق لحدوديته  وإخضاعه للاتحادات العشائرية العربية جعلها تتمدد وتستحوذ حتى على المناطق المدنية وزادت عملية التمدد بين القرن السابع عشر والعشرين بوصفها مرحلة اتصال ثقافي وديني خصوصاً بين الإمبراطورية العمانية السُنية والدولة الصفوية الإيرانية الشيعية وكان العراق ساحة حرب وتمدد للسلطات، وبتراجع الدولة العثمانية وسيطرة بريطانيا  فُرضت الهيمنة الصفوية في العراق بشكل واضح بالأخص نتيجة الحاجات الاقتصادية والدينية والسياحية بين البلدين وبعد الثورة التي شهدها الإسلام الشيعي وخصوصا بين عامي 1908 و1920 كقوى رئيسية في الدين وانبعاث المدرسة القانونية الأصولية وتركيزها بوصفها النهج المرجعي للفقه الإسلامي وخاصةً أواخر القرن الثامن عشر حيث كان النزاع بين المجتهدين وساسة العراق في أوائل العشرينات ينبع من الصدام بين العملية التي بدأت في منتصف القرن الثامن، وهذا ما دفع التوجهات السياسية إلى إبراز محاولات عدة لاحتواء المجتهدين بهدف السيطرة عليهم وبعدها نتيجة ملاحظة بريطانيا إلى إن المجتهدين كانوا رعايا إيران وباتت تصطبغ نظرتهم السياسية بما يحدث في إيران من أحداث وبذلك رفضت بريطانيا وضع قواعد حوارية مع المجتهدين الشيعة. وهنا حاول الكاتب دراسة مدى ولاء الشيعة للعراق ومدى ولائهم الطائفي وتأثيره على استيائهم من الحكومة السنية، ثم عمل الكاتب على دراسة التحولات التي ظهرت على الطقوس الدينية وكيفية تحولاتها منذ استشهاد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب وكيفية سيطرة معاوية على الحكم وانطلاق الحسين بعد قتل أخيه الحسن للمطالبة بالخلافة وهنا بدأت الشعائر الدينية لإحياء عاشوراء لتُقام سراً في سراديب داخل البيوت بعد أن حرم المماليك قبل أن تستأنف الدولة العثمانية سيطرتها  آنذاك من إقامة الشعائر الدينية وتزامن انتشار الشعائر الدينية مع انتشار المذهب الشيعي في العراق في القرن التاسع عشر مُحفزا بذلك العشائر الكبيرة على التشيع ولم يسمح الوالي العثماني علي رضا بإقامة الشعائر فحسب بل كان يحضر واحدة منها على الأقل  لكن بعد تغير السلطات في العراق بدأت المحاربات واضحة لمنع إقامة الشعائر الدينية وخصوصا عام 1977 حيث قمعت الحكومة الشعائر برمتها .
وذكر الكاتب إن بريطانيا قامت بتقديم تقرير عام 1918 عن المدن الشيعية والتي تحوي عتبات مقدسة قادرة على تحقيق دخل سنوي يقترب من مليون جنيه إسترليني آنذاك وذلك لما تقدمه إيران والأتباع والعلماء والوكلاء من هبات لعتبات المقدسة لكن المجتهدين عجزوا عن تقديم مصادر مالية مستديمة داخل العراق هذا ما أدى إلى تدهوره اقتصاديا خصوصا بعد الصراعات السياسية بين العراق وإيران.
واختتم الكاتب هذا الكتاب  بأن ظهور كربلاء والنجف بوصفهما معقلي المذهب الشيعي يعكس انتقال المركز الأكاديمي الشيعي من إيران للعراق خصوصا في منتصف القرن الثامن عشر ونتيجةً للطبيعة الحدودية للعرق ونقص السيطرة المملوكية ثم العثمانية على الريف والمنافسة العثمانية والإيرانية من اجل السيطرة على الشؤون الشيعية في العراق ووصول عائلات إيرانية إلى النجف وكربلاء له تأثير على الواقع الشيعي في العراق وتنظيمه لكن بعد الحرب العراقية الإيرانية أصبح من لصعب التنبؤ عن العواقب السياسية والاجتماعية التي خلفتها الحرب على مختلف مكونات الهوية الشيعية العراقية والاجتماعية والسياسية وعلى مدى طويل من الصراعات والأحقاد الطائفية سواء بين السنة والشيعة أو بين الشيعة أنفسهم. 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *