كتاب الفانوس السحري : قراءات في السينما Pdf لـ خالد ربيع السيد
عنوان الكتاب: الفانوس السحري : قراءات في السينما Pdf
المؤلف: خالد ربيع السيد
المترجم / المحقق : غير موجود
الناشر: مؤسسة الانتشار العربي – النادي الأدبي بحائل
الطبعة: الأولى 2008 م
عدد الصفحات: 322
حول الكتاب
لولا جنوحه للموضوعية لجاء فانوسه السحري بمثابة توثيق لسيرة مغرم بالسينما، فمحاولة خالد ربيع السيد للكتابة عن هذا المكمن الجمالي أشبه ما تكون بإنجاز موسوعة شخصية مكتوبة بذائقته ومزاجه الخاص، إذ يكشف محتوى مقارباته عن الكيفية التي يمكن أن تتشكل بها دخيلته بواسطة الفيلم، بما هو شكل من أشكال الثقافة الإنسانية الحديثة، كما يتوضح ذلك من خلال إصراره على حقن مطالعاته بثراء معلوماتي يؤرخ لهذا الفن ولا يغفل عن مقاربة تداعياته الجمالية وتمدداته الجغرافية، أي التماس مع مستوجباته الفنية وما يتولد عنه من صراعات فكرية، فيما يبدو حماسا ذاتيا للصيغة الأكثر تأثيرا وجاذبية من صيغ المثاقفة العصرية، التي تتجاوز بلاغة الصورة لتشتبك مع كافة الحواس برؤية شاملة ومعمقة لدراما الوجود الإنساني.
القضايا الجمالية والموضوعية التي استعرضها تبين عن درايته ووعيه بأن السينما هي فن العصر، فهي الفن الوحيد الذي أنتج في ظل الرأسمالية والثورة الصناعية والتكنوترونية، على عكس بقية الفنون المؤصلة تاريخيا، التي لازمت وجود الكائن الإنساني كالرسم والشعر والنحت والرقص والموسيقى، كما يتضح ذلك من خلال تسجيله للمفاصل التقنية الاستثنائية في تاريخ السينما، بما هي المعادل لتطور العين البشرية، أو الحواس الإنسانية بمعنى أشمل، حيث التجانس البنيوي بين العلم والإنسان والفن، على اعتبار أن السينما هي الوعاء الأكثر استيعابا للعلاقة بين الطفرات التكنولوجية وما يقابلها من القفزات الفكرية.
ومن اعتقاد بأهمية تفسير أثر الظاهرة السينمائية، قدم جملة من الشواهد التاريخية ليؤكد أن السينما من أقدر الخطابات الجمالية على تجسيد تطور الصلة بين الوعي البشري والمنتج المادي، فكل المخترعات المادية وحتى الأفكار كانت ولا زالت في خدمة هذا الخطاب الاستحواذي الذي استطاعت بموجبه الصورة كتعبير شعري عن الحقيقة، وبكل تجلياتها التكنوثقافية أن تكون أهم من الواقع نفسه، وصولا إلى حداثة الصورة السينمائية، أو ما يعرف ضمن المنتجات الثقافية بالاديوتاينمنت، التي تم تفصيحها، ومضاعفة قوة تأثيرها من خلال مزاوجة ممكنات الصورة الصامتة، مع الموسيقى التصويرية بكل تجلياتها من موسيقى الحرب، وموسيقى الخيال العلمي، ثم مؤثرات الموسيقى الإلكترونية.