كتاب الفلسفة المصرية القديمة وأثرها على الفلسفة اليونانية لـ د. عفاف فوزي نصر
عنوان الكتاب: الفلسفة المصرية القديمة وأثرها على الفلسفة اليونانية
المؤلف: د. عفاف فوزي نصر
المترجم / المحقق : غير موجود
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
الطبعة: الأولى 2015 م
عدد الصفحات: 224
حول الكتاب
لكي نوضح أصالة الفلسفة المصرية القديمة وأثرها على الفكر اليوناني سوف نطرح شخصيتين مهمتين ونقارن بينهما، إحداهما تمثل الفكر والفلسفة المصرية وهي شخصية الفيلسوف المصري إخناتون وعلى الجانب الآخر نطرح شخصية الفيلسوف اليوناني أفلاطون وذلك لنرى الترابط الوثيق بين الشخصيتين، فشخصية إخناتون تحوي في طياتها كثيرا من الأفكار وبعض مناحي الحياة العقائدية والأدبية وبعض السياسات في الحكم، والأفكار الإخناتونية تكاد توجد لكثير من أمور الحكم بعض المقومات الأساسية التي كانت تتناسب مع ظروف البيئة الطبيعية بين الفلسفات.
ويعد إخناتون أول من قام بوضع فلسفة للمصريين، حيث أقام فلسفته على فكرة (( الوصول إلى الحقيقة الكاملة للأشياء)) مما شكل الركيزة الأساسية في نظرته إلى اللاهوت والفن المصري القديم وشكل طبقات المجتمع وقام بوضع أساس لشرعية الحكم، وذلك في إطار فلسفي ورؤية عقلية ودينية واضحة.
فقال بوجود الخالق الواحد، وبدأ يبحث في صفاته واستخرج من تلك الصفات بعض المفاهيم، والقيم مثل الجمال والصدق والعدالة والحقيقة والفن وبذلك بدأ من الفكرة المركزية، والذي أوجدها لدى قدماء المصريين هي (( الطبيعة )) حيث فرضت السلطة المركزية الممثلة في وجود الملك، لأن الإمبراطورية المصرية جميعها فرضت السلطة المركزية المتمثلة في وجود الملك، لأن الإمبراطورية المصرية جميعها تخضع لسلطان الملك الفرعون الواحد، بينما نجد عند اليونان أن الطبيعة لم ترض عليهم السلطة المركزية، لأن اليونان كدولة كانت تنقسم إلى مقاطعات وكل مقاطعة تخضع لشخص بعينه وليس تحت لواء واحد، وقد تخلصت مدرسة عين شمس من الفكر الأسطوري على يد فيلسوفها ومخلصها إخناتون ذلك الملك الفيلسوف الذي يبعد كل البعد عن كيفية مواجهة الأخطار بقوة السيف، ولم يستطع إخناتون ان يتفهم طبيعة مسئولية الحكم وكان ينظر إلى أمور مملكته من خلال الوجهة الفلسفية وتأملاته المثالية العظيمة التي تتعلق بالكون والدين والأدب والفلسفة والفن … إلخ.
ولنوضح الأصول المصرية القديمة في الفلسفة اليونانية نعرض لشخصية الفيلسوف اليوناني أفلاطون، وخاصة أنه أقام في مصر ودرس في جامعاتها ومعابدها ومدى تأثره بالعقائد المصرية القديمة.
وقد اهتم أفلاطون بالبحث في طرق التفكير، ولم يضع له أسسا واضحة محددة في أغلب الأشياء، مما أدى إلى ظهور المنطق الأرسطي فيما بعد ليحدد الأمور التي لم تتحدد من ذي قبل، لأن المنطق الصحيح يكمن داخل عقل الإنسان ويشكل فكره، وكذلك اهتم بالقيم الأخلاقية والنظم السياسية.