كتاب الفن الإسلامي لـ جورج مارسييه
عنوان الكتاب: الفن الإسلامي
المؤلف: جورج مارسييه
المترجم / المحقق : عبلة عبد الرزاق
الناشر: المركز القومي للترجمة
الطبعة: الأولى 2016 م
عدد الصفحات: 344
حول الكتاب
على مر المئات من السنين استطاع الفن الإسلامي صياغة نفسه في أعمال فنية مميزة وخاصة به، بعيدة تماما عن الأنساق القديمة التي نبع منها، وابتداء من القرن التاسع بدأنا تحديد طراز لتاج عامود من مدينة دمشق أو من القاهرة دون أي صعوبة في التعرف على طرز التاج، وإن كان مستوحى من التاج الكورنثي أو الكلاسيكي من حيث الرشاقة في الخطوط وانحناءاتها في كأس التاج وأوراق الأكنتس التي تلتف حوله.
وفي القرن الحادي عشر بات التحديد صعبا وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر تعقدت الأمور أكثر، فأصبح من العسير تحديد طراز التاج إن كان من غرناطة أو فاس، ولهذا قمنا بتتبع المراحل الفنية المختلفة للفن الإسباني – البربري منذ بدايته وتطوره من الأساليب الفنية اليونانية – الرومانية؛ لأن التواصل بينهما أكيد، فهذه التيجان ما هي إلا امتداد للتاج الكورنثي بعد أن تغيرت ملامحه على مدى عشرين جيلا من الفنانين، فإذا قلنا مثلا إن اللغة الفرنسية التي نستعملها الآن ما هي إلا اللغة اللاتينية، ولكنها قد ابتعدت على مر السنين والأجيال عن أصولها التي كانت تستعملها فيالق يوليوس قيصر، ذلك لأن اللغة كأي كائن حي متغير ومتنوع ليتلاءم مع مطالب الحياة.
والسؤال الآن: كيف انطلقت شخصية الفن الإسلامي؟ وكيف ابتعدت تدريجيا عن أصولها لتعلن عن مولدها الجديد، وفي أي اتجاه تطورت؟ وما العوامل الجديدة المؤثرة عليها؟، وهذا ما سوف نقوم بدراسته وتحليله فيما بعد وعلينا الآن أن نستخلص كل المعلومات التي قامت عليها تجربتنا الأساسية لتحديد الوحدة النسبية للفن الإسلامي والتي أشرنا إليها منذ البداية، وإن كانت كل هذه الأعمال التي صيغت في أجزاء واقطار تتباعد آلاف الأميال والسنين عن بعضها البعض، إلا ان روح العائلة هي التي وحدت وألفت بين تلك الأعمال.