كتاب نظرية الفعل عند صدر الدين الشيرازي لـ عبد المالك بنعثو
كتاب نظرية الفعل عند صدر الدين الشيرازي |
عنوان الكتاب: نظرية الفعل عند صدر الدين الشيرازي
المؤلف: عبد المالك بنعثو
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: منشورات الجمل
الطبعة: الأولى 2016 م
عدد الصفحات: 376
حول الكتاب
برزت في القرن الثالث الميلادي فلسفة أفلوطين (205 م – 270 م)، فبلغت بذلك الفلسفة القديمة أوجها، لأنها استطاعت أن تمزج في تركيب بديع الفلسفة الموروثة من مختلف المدارس اليونانية الأفلاطونية منها والمشائية، وكذلك الرواقية الرواقية والأبيقورية، مع كل التراث العقلي والديني للعالم القديم ذي الأصول الفارسية والهندية وغيرهما من الحضارات السابقة. وعندما جاء الدور على الإسلام بدءا من القرن السابع الميلادي، لقيادة العالم فكريا، كان عليه أن ينطلق من الأعمال التي بدأها أفلوطين واستمرت على يد الفلاسفة الأفلاطونيين المحدثين، والتي توجها بروكلوس (412 م – 485 م) في نسق عقلي فلسفي ولكن أيضا ثيولوجي محكم البناء.وهكذا ومنذ أول فيلسوف في الإسلام أي ابي إسحاق الكندي الذي عاش في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، كان على الفلاسفة المسلمين التعامل مع هذا التركيب الفلسفي الخصب، الذي يعتبر مزيجا بين أفكار وآراء وأنساق فلسفية مختلفة. ورغم أن فلسفتي الفيلسوفين الأولين الكندي والفارابي كانتا متشابهتين من حيث الأسس المعرفية التي بنيت عليها فلسفتهما، إلا أن العمل الذي قام به الفارابي على مستوى نشر المنطق الأرسطي في الإسلام – استحق على أثره أن ينال لقب المعلم الثاني بعد أرسطو – جعل الفلسفة الإسلامية تأخذ منحى جديدا مع فلسفة الشيخ الرئيس ابن سينا الذي وإن كان على دراية كبيرة بفلسفة أرسطو، إلا أنه اختط لنفسه طريقا جديدا يقوم على الإشراق الصوفي أو الحكمة المشرقية كما سماها الشيخ الرئيس. وانطلاقا من عمل الشيخ الرئيس انقسم الفلاسفة المسلمون إلى فئتين، الفئة التي وجدت في المنطق والعلم الطبيعي وما بعد الطبيعة لأرسطو ضالتها، وهي فئة الفلاسفة الأرسطيين الذين اعتبروا أن الوصول إلى الحق في الفلسفة، يتأتى عن طريق إتباع الخط الذي رسم معالمه الأولى أرسطو، وهي الفلسفة التي نمت وترعرعت في الغرب الإسلامي عن طريق فلاسفة هذه المنطقة خصوصا ابن باجة وابن رشد. والخط الثاني الذي نهل من فلسفة الشيخ الرئيس ابن سينا وقدم لنا أجيالا من الفلاسفة خصوصا في بلاد فارس، وهو التيار الفلسفي المستمر إلى اليوم في إيران بالخصوص، وبطبيعة الحال، من بين أهم الفلاسفة المنتمين لهذا التيار نجد الفيلسوف الكبير صدر الدين الشيرازي الذي خصص له الأستاذ الباحث عبد المالك بنعثو هذا الكتاب.