كتاب التأثير المورسكي في المغرب لـ د. أحمد الكامون و د. هاشم السقلي
كتاب التأثير المورسكي في المغرب |
عنوان الكتاب: التأثير المورسكي في المغرب
المؤلف: د. أحمد الكامون و د. هاشم السقلي
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية – وجدة
الطبعة: الأولى 2010 م
عدد الصفحات: 180
حول الكتاب
تسترجع ذاكرة الإنسانية هذه السنة (2010) ذكرى أليمة، فقد مرت 400 سنة تماما على صدور قرار الطرد النهائي للموريسكيين من كامل التراب الإسباني، بعد مرحلة من التعايش بينهم وبين الإسبان المسيحيين في الأندلس بدأت من الفتح الإسلامي، وامتدت سبعمائة وإحدى وثمانين سنة، حتى تسليم مفاتيح غرناطة سنة 1492؛ لتبدأ مرحلة جديدة من الاضطهاد والعدوان.وتعتبر قصة اقتلاع الوجود الإسلامي في الأندلس ملحمة تاريخية حقيقة امتدت لنحو مائة سنة، بدءا بالسقوط السياسي للممالك المسلمة رغم ما سبق ذلك من تعهدات بحسن المعاملة، ثم مرحلة فرض التنصير وانطلاق محاكم التفتيش التي بصمت التاريخ ببصمتها المرعبة، وأخيرا الطرد بمقتضى مرسوم 9 أبريل 1609 الذي دشن فترة الإجلاء النهائي للموريسكيين من كامل التراب الإسباني؛ وهكذا أصدر الملك فيليب الثالث Philippe III يوم 11 شتنبر مرسوما بخصوص فالينسيا، وفي يوم 12 يناير 1610 بخصوص أندلوسيا، ويوم 19 ماي بخصوص أراغون، ويوم 29 ماي بخصوص كاطالونيا، ويوم 10 يوليوز بخصوص قشتالة والمنشا وأكيطريمادورا، ويوم 18 أكتوبر 1610 بخصوص مرسية … ومن ثم امتدت عملية الطرد لعدة سنوات لاحقة في الفترة بين 1609 و 1614 حيث تم تهجير موريسكيي باقي ممالك وأقاليم إسبانيا.غير انه من الممكن القول إن أكبر التحولات التي عرفتها البيئة المجتمعية في الأندلس إبان الوجود العربي الإسلامي بها، والتي ربما فاقت في تأثيرها وخطورتها بالنسبة للرؤية المسيحية الإسبانية المتعصبة انتشار الإسلام في هذه الأرض، هي تحول المجتمع الأندلسي إلى جزء من امتداد مجتمعي أوسع لمجتمع العدوة المغربية.إذ من المعروف أن معنى كلمة موريسكيون في قاموس اللغة الإسبانية يشير إلى أن مصدر كلمة ”موريسكي” هو كلمة “مورو”، التي اتصلت بكلمة Morisco باللاتينية، وتعني سكان شمال أفريقيا؛ ثم تحولت لفظة موريسكيين إلى معنى المسلمين الذين بقوا في إسبانيا تحت الحكم المسيحي بعد سقوط الممالك الإسلامية، وأجبروا على اعتناق المسيحية.فحتى بعد سقوط الإطار السياسي للممالك المسلمة في إسبانيا، بل وحتى بعد حملات التنصير بالإكراه لمن بقي من المسلمين في هذه الأرض، فإن الطرد الجماعي كان مصير الموريسكيين بأعداد تقدر بمئات الآلاف، بمعنى أنه حتى مع إنهاء الوجود الموريسكي في الأندلسـ وبالتالي إحداث هذا الشرخ المدوي في النسيج المجتمعي المشترك بين المغرب والأندلس، وقد انتبه إلى هذه المسألة عدد من المؤرخين والباحثين المعاصرين في الموضوع ومنهم المؤرخ ميغيل أنخيل لديرو آيسادا في كتابه “غرناطة: تاريخ دولة إسلامية 1232 – 1571” حين أكد أن “صدور مرسوم 1502 الخاص بتنصير المسلمين كان يعني نهاية المجتمع الإسلامي في غرناطة وإسبانيا والتحول إلى مجتمع موريسكي” !.