كتاب عتبة الألم – رواية لـ حسن سامي يوسف
كتاب عتبة الألم – رواية اللغة : العربية دار النشر : دار الفرات سنة النشر : 2016 عدد الصفحات : 307 نوع الملف : مصور |
“مخيم اليرموك ليس قطعة من الجنة، والجنة ليست قطعة منه. إنه ليس مجرد حي دمشقي ــ كانت ــ تعيش فيه أكثرية فلسطينية وأقلية سورية. هذا المكان من الأرض ليس مجرد جغرافيا، رغم كونه أكبر مدينة فلسطينية في العالم.. إنه تاريخ في المقام الأول”. هكذا يتكلم يوسف عن اليرموك، وهو ابنه الذي راقبه منذ تأسيسه آخر الخمسينيات، مروراً بانفجاره العمراني وانتهاء عند مآله المأساوي في الحرب السورية. في غمرة الأحداث العظام التي شهدها مخيم اليرموك في السنوات الخمس الأخيرة، ضاعت الكثير من التفاصيل الخطيرة التي أصابت المخيم في بداية الانفجار السوري، وألحق به ما ألحق كمكان فلسطيني، ومنها ما يستذكره يوسف في روايته عن حرق الوثائق الفلسطينية “من الذي أحرق سجلات الفلسطينيين في مخيم اليرموك؟ يقول بعضهم: عملاء جهاز الموساد الإسرائيلي هم من تكفلوا بالمهمة. وأنا أقول هذا جائز. ولكنني أحب أن أبشر الموساد بالآتي: إنني أملك وثائق لا تثبت وجودي على الأرض، ولكنها تثبت ما هو أهم من ذلك. تثبت أن ملكية هذه الأرض تعود لي أنا. لست أتحدث هنا بالمجاز. لا أبدا. بل أتحدث بالمعنى المباشر للفظة: الملكيّة”. كذلك يوثق يوسف لأكثر من حادثة تخص اليرموك ودمشق، ومنها أولى القذائف التي انهمرت على المخيم في رمضان 2012. وانطلاقاً من سؤال المتنبي الذي يستشهد فيه يوسف “أطويل طريقنا أم يطول”، يسأل النص عن مخرَج الفلسطيني اليوم في غمرة تطرف الأخوة وعدائهم بعضاً لبعض، أين مفر كل اللاجئين الفلسطينيين الذين رسموا سفْر الخروج من اليرموك وباقي المخيمات الفلسطينية في سورية؟ إنه الهجرة إلى الشمال، السفر مرة أخرى، فـ “السفر عند الفلسطيني خيار إلزامي، لأنه، وباختصار، بديل الموت اليتيم. إنه الباب الوحيد الذي بقي ليس مفتوحا، بل مواربا وحسب، وهذا الباب لا ينفتح على أي مطرح غير التيه”.