| | | | |

كتاب مدخل إلى الحضارة الإسلامية لـ د. عماد الدين خليل

وصف الكتاب
يهدف هذا الكتاب إلى دراسة الحضارة الإسلامية من خلال منهج يتعامل مع هذه الحضارة كشخصية أو تكوين متميز بدءاً وصيرورة ونمواً وانكماشاً وتدهوراً. حيث يذهب المؤلف إلى أن هذه الحضارة هي الوحيدة من بين سائر الحضارات التي شهدها التاريخ البشري القادرة على الانبعاث والنهوض في هذا العصر سيما وأن النص القرآني والحديث النبوي قادران على حماية مصداقيتهما بوعد الله وشهادة التاريخ والوقائع. كما يرى المؤلف أننا مدعوون لتقديم البديل أو المشروع الحضاري بمواجهة الفراغ المؤكد الذي أحدثه سقوط معظم النظم والأفكار والتجارب الوضعية، فليس غير الإسلام من يقدر على ملء الفراغ وعلى تقديم المشروع البديل الذي يتموضع في قلب العصر. ويستشهد المؤلف بأقوال واستنتاجات مفكري الغرب المعاصرين لكي يؤكد أن تأصيل وحماية الهوية الثقافية الإسلامية يعدان ضرورة للبشرية كلها.
ويقف المؤلف طويلاً عند ظاهرة تدهور الحضارة الإسلامية في سياقها التاريخي، بعيداً عن الأطر السياسية المحددة، لمتابعة عوامل هذا التدهور بقدر من العمق والوضوح. وهذا الكتاب بمثابة خطوط عريضة تتطلب الحدّ الأدنى من مفردات الموضوع والذي يناسب مرحلة الدراسة الجامعية الأولية (البكالوريوس).

نبذة الناشر:
تعاني مناهج دراسة الحضارة الإسلامية في مدارسنا ومعاهدانا وجامعاتنا من عيوب شتى، أبرزها، ولا ريب، تقطيع جسد هذه الحضارة وتقديمها للطالب مزقاً وتفاريق. وهي بهذا ستفقد شخصيتها المتميزة وملامحها المتفردة التي تمنحها الخصوصية بين الحضارات، وتصير مجرد أنشطة ثقافية أو معرفية أو مدنية في هذا المجال أو ذاك، قد تتميز ببعض الخصائص، لكنها لا تعكس التصور النهائي لرؤية المنتمين إليها للحياة والعالم والوجود.
إن معاهدنا وجامعاتنا تقطع سياق هذه الحضارة ووحدتها، فيما تسميه “الضرورات الزمنية” حيناً، و”المنهجية” حيناً آخر، و”التخصصية” حيناً ثالثاً. فتدرس النشاط الاقتصادي في سنة أو مساق، والحياة الاجتماعية في مساق آخر، والحركة العلمية في مساق ثالث، والنظم الإدارية في مساق رابع. لا بل أنها حتى وهي تدرس كل واحد من هذه المساقات تتعامل معه مقطعاً مجزءاً لا يكاد يملك خصوصياته وتميزه على مستوى التصورات التي تصوغه والممارسات التي تنزل به إلى واقع الحياة.

وهكذا تصير دراسة الحضارة الإسلامية. في نهاية الأمر. لهاثاً وراء مبررات الجزية ودفاعاً عن موقف الإسلام من فرضها على أهل الكتاب. وركضاً وراء قوائم الضرائب الأخرى، ومتابعة للمحتسب وهو يتجول في الأسواق لمعاقبة المخالفين. كما تصير استعراضاً وصفياً صرفاً لمنظومة الدواوين التي لا أول لها ولا آخر، وللصراع على منصب الوزارة، وللترتيبات الأمنية والعسكرية للشرطة والجيش، كما تغدو في السياق العلمي تصنيفاً فجا للعلوم النقلية والعقلية. وإحصاء للمدونات التي كتبها الأجداد. وفي سياق العمران يلقن الطلاب وصفاً مادياً مملاً لمفردات الريازة وقياساتها وأحجامها بعيداً عن الخلفيات الرؤيوية التي وضعت لمساتها عليها وقدمتها للعالم وهي تحمل خطاباً معمارياً عز نظيره بين الثقافات.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب  

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *