كتاب الإسلام والتنمية الاجتماعية لـ د. محسن عبد الحميد

غير أن تجارب الايام أثبتت أن تلك النتائج لم تشبع دوافع الانسان الجوهرية كلها ، وبقيت مساحات مهمة منها فارغة فراغا مخيفا.
لأن الحاجات الإنسانية ليست مادية فحسب ، بل هي حاجات شاملة شمول دوافع الإنسان المتنوعة .
ومنها المعنوية التي تمثل أخص خصائصة التي تميزة عن عالم الحيوان والمخلوقات الاخرى..ولذلك فإن التنمية الحضارية الحديثة بقدر ما خدمت الإنسان ، سببت له أزمات نفسية وروحية واجتماعية وأخلاقية في غاية الخطورة . أي إن التنمية الحديثة بمناهجها المادية المتعددة ، لم تحل مشكلة الإنسان مع نفسه ومع إخوانة الآخرين الذين يختلفون معه في الدين والفكر واللون والعنصر ، بسبب أن تلك التنمية لم تأخذ مداها الإنساني الشامل والكامل في المظهر وفي العمق معا.
وبعبارة اخرى إن التنمية الحديثة التي استندت على المناهج المادية وحدها لم تحترم قط صاحبها وموجدها ، بل إنها لم تحاول أن تعرفة معرفه حقيقية.