المسرح | 1992 | الأدب العالمي | يوريبيديس
كتاب هيكابي – مسرحية لـ يوريبيديس
كتاب هيكابي – مسرحيةالمؤلف : يوريبيديس اللغة : العربية دار النشر : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سنة النشر : 1992 عدد الصفحات : 117 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
تعد مسرحية هيكابي حلقة أخرى تعبر عن أثر سقوط طروادة – على يد الإغريق – على نساء طروادة خاصة هيكابي – زوجة الملك بريام وأم القائد هيكتور – وعلى بناتها، خاصة بوليكسينا وكاسندرا.
ولهذا تضم هذه المسرحية في أحداثها – التي تصور ما حدث بعد سقوط طروادة -لمسرحية الطرواديات ليوربيديس أيضا.
وتتشابه مسرحية هيكابي مع مسرحية الطرواديات في كثرة الحوارات والأناشيد التي يتم فيها نعي قتلى أبطال طروادة من نسائها اللائي ينتظرن ذُل الأسر والرق من رجال الإغريق الذين قهروا بلادهن، وقتلوا رجالهن، وتختلف هذه المسرحية عن مسرحية الطرواديات في أن بها حركة أكثر؛ لأنها تعرض – إلى جانب نعي أبطال طروادة – بعض الأحداث.
وتنفرد هيكابي بالبطولة المطلقة في هذه المسرحية، وليس هذا غريبا على يوربيديس في مسرحياته، فللمرأة مكانة كبيرة فيها، ولهذا سُميت كثير من مسرحياته بأسماء نساء دارت عنهن تلك المسرحيات التي سُميت بأسمائهن، مثل مسرحية ميديا، ومسرحية أندروماخا، ومسرحية إفيجينيا في أوليس، ومسرحية إفيجينيا في تاوريس، وغيرها.
والظاهرة اللافتة في هذه المسرحية كثرة التنؤات فيها، فالمسرحية تبدأ بظهور شبح بوليدوروس بن هيكابي، ويتحدث عن المآسي التي ستحدث لأمه هيكابي فيها، فهو يقول: إن أمه ستعرف أن الصديق التراقي بوليمستور الذي أودع عنده بريام -ملك طروادة وزوج هيكابي – ابنهما الصغير بوليدوروس مع كثير من ذهب طروادة خلال هذه الحرب، قد قتله، واستولى على الذهب، بعد أن عرف بهزيمة طروادة في حربها مع الإغريق، وكذلك يقول شبح بوليدوروس: إن أخته بوليكسينا ستقدم قربانا عند قبر هكتور، وستعاني هيكابي كثيرا من وراء هذه الأحداث المؤلمة.
وخلال أحداث هذه المسرحية نرى حديثا عن كاسندرا ابنة هيكابي المعروفة بالقدرة على التنبؤ، وقد اتخذها أجاممنون محظية له؛ لإعجابه بجمالها.
ونرى في نهاية المسرحية بوليمستور بعد أن انتقمت منه هيكابي بقتل ولديه، وإصابته بالعمى بمساعدة نساء طروادة الأسيرات – يذكر ما أخبره به أحد المتنبئين عن مصير هيكابي في أن تموت ميتة بائسة، وكذلك يذكر لأجاممنون قائد جيوش الإغريق في حرب طروادة المصير الذي ينتظره في أن يقتل مع محظيته كاسندرا بمجرد وصولهما إلى أرجوس، ولا تجد هيكابي أي غضاضة عند استماعها لتلك النبوءات، فقد نالت غرضها بالانتقام من قاتل ابنها الصغير غدرا، وأما أجاممنون، فلم يلتفت لكلام بوليمستور ظانا أنه يخوفه بكلام لا أصل له؛ لأنه نصر هيكابي عليه حين عرض كل واحد منهما حججه في الخلاف الذي حدث بينهما، ونتج عنه انتقامها منه بقتل ولديه الصغيرين، وفقأ عينيه.
والأمر لا يتوقف في هذه المسرحية على كلام هؤلاء المتنبئين، ولكن يضاف لهذا أننا نرى فيها صورة أخرى من التنبؤ من خلال الحلم، فبعد ظهور شبح بوليدوروس في بداية هذه المسرحية تظهر هيكابي، وتتكلم عن حلم مفزع رأته في نومها، وتراه نذير شؤم لأحداث سيئة ستحدث، فهي قد رأت ذئبا أغار على غزالة، وقضى عليها، وكذلك رأت أن ابنتها بوليكسينا ستقدم قربانا، وتحقق حلمها بعد ذلك.
والظاهرة الأخرى الواضحة في هذه المسرحية هي مهارة هيكابي الكبيرة في الجدال، فهي وإن كانت فقدت عزتها وصولجان الملك، لكنها لم تفقد قدرتها على الجدال، وإظهار حقها فيمن تخاصمه، ومن ذلك أنها جادلت أوديسيوس الذي جاء من قبل الإغريق ليأخذ ابنتها بوليكسينا ليضحى بها عند قبر أخيل، وتستطيع هيكابي أن تقهر أوديسيوس في ردها عليه، فهي قد أنقذت حياته من قبل، وحق له أن ينقذ حياة ابنتها ردا للمعروف بمثله، ولكنه يقف صامتا أمام حججها، ويعرفها أن تقديم ابنتها قربانا عند قبر أخيل أمر محتم.
وكذلك تجادل هيكابي بوليمستور بعد أن خططت لقتل ولديه الصغيرين، وفقأ عينيه – وتم لها ما خططت له – واستطاعت أن تظهره محتالا كاذبا، وأنه لم يقتل ابنها نصرة لجيوش الإغريق، ولكن طمعا في الذهب الذي أرسل به معه، ويؤيدها أجاممنون في قولها.
وتقول هيكابي في هذه المسرحية عبارة: “مبارك من لا يلحق به أي أَذًى على مر الأيام”، وهذه العبارة تعبر عن المآسي الكثيرة التي تعرضت لها هيكابي في هذه المسرحية بعد سقوط طروادة، وتبدل حالها من الملك والسيادة إلى الرّق والعبودية.
وهذه العبارة نراها بمعنى قريب منها في ختام مسرحية أوديب ملكا لسوفوكليس، وفي كثير من التراجيديات الإغريقية التي وصلتنا، بل إنها أساس هذه التراجيديات في تبدل حال الأبطال من النعيم إلى الشقاء والهوان.
ولهذا تضم هذه المسرحية في أحداثها – التي تصور ما حدث بعد سقوط طروادة -لمسرحية الطرواديات ليوربيديس أيضا.
وتتشابه مسرحية هيكابي مع مسرحية الطرواديات في كثرة الحوارات والأناشيد التي يتم فيها نعي قتلى أبطال طروادة من نسائها اللائي ينتظرن ذُل الأسر والرق من رجال الإغريق الذين قهروا بلادهن، وقتلوا رجالهن، وتختلف هذه المسرحية عن مسرحية الطرواديات في أن بها حركة أكثر؛ لأنها تعرض – إلى جانب نعي أبطال طروادة – بعض الأحداث.
وتنفرد هيكابي بالبطولة المطلقة في هذه المسرحية، وليس هذا غريبا على يوربيديس في مسرحياته، فللمرأة مكانة كبيرة فيها، ولهذا سُميت كثير من مسرحياته بأسماء نساء دارت عنهن تلك المسرحيات التي سُميت بأسمائهن، مثل مسرحية ميديا، ومسرحية أندروماخا، ومسرحية إفيجينيا في أوليس، ومسرحية إفيجينيا في تاوريس، وغيرها.
والظاهرة اللافتة في هذه المسرحية كثرة التنؤات فيها، فالمسرحية تبدأ بظهور شبح بوليدوروس بن هيكابي، ويتحدث عن المآسي التي ستحدث لأمه هيكابي فيها، فهو يقول: إن أمه ستعرف أن الصديق التراقي بوليمستور الذي أودع عنده بريام -ملك طروادة وزوج هيكابي – ابنهما الصغير بوليدوروس مع كثير من ذهب طروادة خلال هذه الحرب، قد قتله، واستولى على الذهب، بعد أن عرف بهزيمة طروادة في حربها مع الإغريق، وكذلك يقول شبح بوليدوروس: إن أخته بوليكسينا ستقدم قربانا عند قبر هكتور، وستعاني هيكابي كثيرا من وراء هذه الأحداث المؤلمة.
وخلال أحداث هذه المسرحية نرى حديثا عن كاسندرا ابنة هيكابي المعروفة بالقدرة على التنبؤ، وقد اتخذها أجاممنون محظية له؛ لإعجابه بجمالها.
ونرى في نهاية المسرحية بوليمستور بعد أن انتقمت منه هيكابي بقتل ولديه، وإصابته بالعمى بمساعدة نساء طروادة الأسيرات – يذكر ما أخبره به أحد المتنبئين عن مصير هيكابي في أن تموت ميتة بائسة، وكذلك يذكر لأجاممنون قائد جيوش الإغريق في حرب طروادة المصير الذي ينتظره في أن يقتل مع محظيته كاسندرا بمجرد وصولهما إلى أرجوس، ولا تجد هيكابي أي غضاضة عند استماعها لتلك النبوءات، فقد نالت غرضها بالانتقام من قاتل ابنها الصغير غدرا، وأما أجاممنون، فلم يلتفت لكلام بوليمستور ظانا أنه يخوفه بكلام لا أصل له؛ لأنه نصر هيكابي عليه حين عرض كل واحد منهما حججه في الخلاف الذي حدث بينهما، ونتج عنه انتقامها منه بقتل ولديه الصغيرين، وفقأ عينيه.
والأمر لا يتوقف في هذه المسرحية على كلام هؤلاء المتنبئين، ولكن يضاف لهذا أننا نرى فيها صورة أخرى من التنبؤ من خلال الحلم، فبعد ظهور شبح بوليدوروس في بداية هذه المسرحية تظهر هيكابي، وتتكلم عن حلم مفزع رأته في نومها، وتراه نذير شؤم لأحداث سيئة ستحدث، فهي قد رأت ذئبا أغار على غزالة، وقضى عليها، وكذلك رأت أن ابنتها بوليكسينا ستقدم قربانا، وتحقق حلمها بعد ذلك.
والظاهرة الأخرى الواضحة في هذه المسرحية هي مهارة هيكابي الكبيرة في الجدال، فهي وإن كانت فقدت عزتها وصولجان الملك، لكنها لم تفقد قدرتها على الجدال، وإظهار حقها فيمن تخاصمه، ومن ذلك أنها جادلت أوديسيوس الذي جاء من قبل الإغريق ليأخذ ابنتها بوليكسينا ليضحى بها عند قبر أخيل، وتستطيع هيكابي أن تقهر أوديسيوس في ردها عليه، فهي قد أنقذت حياته من قبل، وحق له أن ينقذ حياة ابنتها ردا للمعروف بمثله، ولكنه يقف صامتا أمام حججها، ويعرفها أن تقديم ابنتها قربانا عند قبر أخيل أمر محتم.
وكذلك تجادل هيكابي بوليمستور بعد أن خططت لقتل ولديه الصغيرين، وفقأ عينيه – وتم لها ما خططت له – واستطاعت أن تظهره محتالا كاذبا، وأنه لم يقتل ابنها نصرة لجيوش الإغريق، ولكن طمعا في الذهب الذي أرسل به معه، ويؤيدها أجاممنون في قولها.
وتقول هيكابي في هذه المسرحية عبارة: “مبارك من لا يلحق به أي أَذًى على مر الأيام”، وهذه العبارة تعبر عن المآسي الكثيرة التي تعرضت لها هيكابي في هذه المسرحية بعد سقوط طروادة، وتبدل حالها من الملك والسيادة إلى الرّق والعبودية.
وهذه العبارة نراها بمعنى قريب منها في ختام مسرحية أوديب ملكا لسوفوكليس، وفي كثير من التراجيديات الإغريقية التي وصلتنا، بل إنها أساس هذه التراجيديات في تبدل حال الأبطال من النعيم إلى الشقاء والهوان.