كتاب عطيل يعود – مسرحية لـ نيقوس كازندزاكي
كتاب عطيل يعود – مسرحيةالمؤلف : نيقوس كازندزاكي اللغة : العربية دار النشر : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سنة النشر : 2014 عدد الصفحات : 219 نوع الملف : مصور |
هذا الاستدعاء لم يكن عفوياً بالمرة، فالمسرحية تقترب أو تلامس مفاهيم كازانتزاكيس الفلسفية خاصة فيما يتعلق بالإنسان ومصيره، وصراع الخير والشر، ونجد ذلك في أعماله الفلسفية مثل «تصوف».
يريد كازانتزاكيس من عودة عطيل وأبطال المسرحية أن يمنحهم فرصة لتغيير مسار حياتهم، فهو يسأل في النص المسرحي: «أليس ثمة أمل في أن يتغير ياجو وعطيل ؟ هل يمكن أن يغير كل إنسان قدره؟ وإذا حدث التغير فكيف يمكن أن تمضي بهما الحياة؟ هل كل ما يفعله الإنسان وكل ما لا يفعله أيضاً يدخل في ذلك الدور الذي كتب له ؟»، هي محاولة خلاقة وساحرة جداً في «قلب»، فكرة نص شكسبير، ونقل الواقع التراجيدي في عطيل إلى حالة كوميدية بتأثير من مسرح بريخت أو مدرسة العبث، لكنه عبث مؤلم، فإذا كان النص الأصلي يناقش مواضيع مثل: الكراهية والغيرة والحب والصراع، فإن كازانتزاكيس يذهب بنصه نحو كوميديا ثقيلة على النفوس، وكأن المصير يظل ذاته هو المصير، أو ربما أقل قسوة لكن على أي حال تظل قسوة الحياة تلاحق الأبطال، يقول كاتبنا: «نحيا مثل خراف ملتصقين ببعضنا بعضاً، نستنشق أنفاس بعضنا بصبر وأناة متمسكين بالفضيلة حتى يأتي الموت يكنسنا، بغير شرور كبيرة، بغير عواطف مثيرة، بشراً عاديين، نزرع كرنباً، نلد أولاداً، متعانقين جميعاً، ناعمين بالدفء»، هو البحث إذاً عن مصير جديد يقرره أبطال العرض.