كتاب لؤلؤ الخليج : ذاكرة القرن العشرين Pdf لـ خالد عبد الله عبد العزيز زيارة

المؤلف: خالد عبد الله عبد العزيز زيارة


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث


الطبعة: الأولى 2005 م


عدد الصفحات: 107


حجم الكتاب : 19.4 ميغا

حول الكتاب

 لقد عرف الإنسان اللؤلؤ منذ فجر الحضارات في بابل وآشور ومصر الفرعونية وبلاد فارس وفينيقيا والهند والصين. وانبهر بقدرة الخالق على إلهام الطبيعة، لتخلق كل هذا الجمال، وإنني هنا – في تقديمي لهذا الكتاب – سوف أحدثكم عن اللؤلؤ الذي شكل لمئات السنين عصب الاقتصاد ومحور الحياة في هذه المنطقة، كما هي ثروة النفط اليوم، فإذا كان شباب اليوم يصارعون الطبيعة في هجير الصحاري وأعماق البحار، من أجل اكتشاف ثروات البلاد واستخراجها واستغلالها وتسويقها. فقد كافح الآباء والأجداد أيضا كفاحا رائعا في ظروف شديدة القسوة من أجل استمرار الحياة ونموها وإعمار هذه الأرض الطيبة التي أكرمها الله بهذه الثروات، وقد شاءت حكمة الله أن تشرق شمس الثروة النفطية بعد غروب شمس اللؤلؤ وتجارته ولو إلى حين، ورغم أن تلك السنوات العجاف كانت شديدة الوطأة على العباد والبلاد، إلا أنها كانت اختبارا حقيقيا لمعادن الرجال وصلابتهم وإصرارهم على استمرار الحياة وعمران هذه الأرض.

 لقد تميزت لآلئ الخليج العربي بالصفاء والبريق والجمال، نتيجة لطبيعة المرعى ودرجة الحرارة المرتفعة، والأمواج الهادئة التي شكلت المناخ الأفضل لهذه الكائنات، ففاقت سمعتها كل ما عداها من لآلئ، وازدهرت تجارتها فجلبت الثروات، وراكمتها في أيدي أعيان المنطقة وتجارها، حتى أصبحت عصب الاقتصاد والحياة، وتحولت إلى صناعة بالمعنى العلمي للكلمة في ذلك العصر، وقادت صناعة اللؤلؤ التغيرات الاجتماعية والحضارية والثقافية، فتطورت صناعة السفن، ونشطت حركة التجارة، وتحول مئات من بدو الصحراء إلى بحارة غواصين، ووفد إلى البلاد كثير من الأفارقة للعمل على سفن الغوص وقوارب تجار اللؤلؤ أو ”الطواويش”، وتشكلت تركيبة المجتمع وطبقاته وفق معطيات ومتطلبات هذه الصناعة، وتعلم الإنسان في هذه المنطقة كيف يكتشف المغاصات أو ”الهيرات”.