كتاب المسرح الحديث – الخطاب المعرفي وجماليات التشكيل لـ عبد الفتاح قلعة جي
كتاب المسرح الحديث – الخطاب المعرفي وجماليات التشكيلالمؤلف : عبد الفتاح قلعة جي اللغة : العربية دار النشر : اتحاد الكتاب العرب سنة النشر : 2012 عدد الصفحات : 229 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
رحلة المسرح هي رحلة الفكر والخطاب المعرفي، ورحلة الجمال والتشكيلات البصرية، ورحلة النفوس التواقة إلى عالم أكثر سعادة وأمناً وخيراً.
وكان قدر المسرح دائماً أن يكون الشاهد والمحرِّك والمرهص للمتغيرات في القيم الكبرى، وفي الأحداث السياسية والإجتماعية، وأن يكون الإنسان دائماً في عمارة نصوصه وعروضه محور إهتمامه، يصور آماله وآلامه وعواطفه، وحركة روحه التائقة إلى الحرية والخير والسعادة، في زمن أصبحت العولمة فيه قدراً وضعياً أشد ضراوة على الفرد والمجتمعات المهمشة من أقدار الزمن الإغريقي.
كان لا بد لهذا الكتاب بعد أن يستعرض جوانب من وظيفة المسرح وظروفها المحيطة أن يبدأ بتباشير الحداثة وحركة المخاض الأولى قبل الولادة مع مسرح تشيخوف في واقعيته ورصده لجزئيات الحياة اليومية، ليغوص بعد هذا مع أعماق اللاوعي فيكشف قيعان النفس والمجتمعات مع المسرح التعبيري، ثم يعرض للخطاب الإيديولوجي والخروج عن القواعد الأرسطية في المسرح الملحمي، ثم يأتي دور الوثائق والسجلات في الكشف والإدانة مع المسرح التسجيلي، ثم يوغل في التجريب وإختراق المألوف والخروج على المفاهيم والقواعد الأرسطية لتحقيق مسرح عكسي يطرح بجرأة وقسوة لا معقولية الوضع الإنساني وذلك في المسرح الطليعي الذي بلغ فيه التجريب مداه الأبعد، لتنتهي رحلة الحداثة بعد هذا، وتبدأ إتجاهات مسرح ما بعد الحداثة – ما بعد التجريب، بسلبياتها وإيجابياتها، بقيمة الفكرية المتباينة وأشكالها الجمالية الجديدة، وهي تحولات جذرية لم تكن على مستوى الشكل والتشكيل الدرامي فحسب، وإنما على مستوى الفكر والخطاب المعرفي أيضاً، ويبقى المسرح قارة بكراً غنية واسعة بحاجة إلى إستكشاف دائم وذلك ما نراه في تجارب بيتربروك المتعددة.
رحلة المسرح هذه في محطاتها ومتغيراتها السريعة لم تجرف معها أجناساً أخرى كالأوبرا والأوبريت اللتين حافظتا منذ منشئهما الكلاسيكي على جمالياتهما الحكائية والإستعراضية من غير إهمال لجوانب من الفكر والنقد والتصوير، مع إستفادة مثلي من التقنيات الحديثة للعصر الجديد.
وكان قدر المسرح دائماً أن يكون الشاهد والمحرِّك والمرهص للمتغيرات في القيم الكبرى، وفي الأحداث السياسية والإجتماعية، وأن يكون الإنسان دائماً في عمارة نصوصه وعروضه محور إهتمامه، يصور آماله وآلامه وعواطفه، وحركة روحه التائقة إلى الحرية والخير والسعادة، في زمن أصبحت العولمة فيه قدراً وضعياً أشد ضراوة على الفرد والمجتمعات المهمشة من أقدار الزمن الإغريقي.
كان لا بد لهذا الكتاب بعد أن يستعرض جوانب من وظيفة المسرح وظروفها المحيطة أن يبدأ بتباشير الحداثة وحركة المخاض الأولى قبل الولادة مع مسرح تشيخوف في واقعيته ورصده لجزئيات الحياة اليومية، ليغوص بعد هذا مع أعماق اللاوعي فيكشف قيعان النفس والمجتمعات مع المسرح التعبيري، ثم يعرض للخطاب الإيديولوجي والخروج عن القواعد الأرسطية في المسرح الملحمي، ثم يأتي دور الوثائق والسجلات في الكشف والإدانة مع المسرح التسجيلي، ثم يوغل في التجريب وإختراق المألوف والخروج على المفاهيم والقواعد الأرسطية لتحقيق مسرح عكسي يطرح بجرأة وقسوة لا معقولية الوضع الإنساني وذلك في المسرح الطليعي الذي بلغ فيه التجريب مداه الأبعد، لتنتهي رحلة الحداثة بعد هذا، وتبدأ إتجاهات مسرح ما بعد الحداثة – ما بعد التجريب، بسلبياتها وإيجابياتها، بقيمة الفكرية المتباينة وأشكالها الجمالية الجديدة، وهي تحولات جذرية لم تكن على مستوى الشكل والتشكيل الدرامي فحسب، وإنما على مستوى الفكر والخطاب المعرفي أيضاً، ويبقى المسرح قارة بكراً غنية واسعة بحاجة إلى إستكشاف دائم وذلك ما نراه في تجارب بيتربروك المتعددة.
رحلة المسرح هذه في محطاتها ومتغيراتها السريعة لم تجرف معها أجناساً أخرى كالأوبرا والأوبريت اللتين حافظتا منذ منشئهما الكلاسيكي على جمالياتهما الحكائية والإستعراضية من غير إهمال لجوانب من الفكر والنقد والتصوير، مع إستفادة مثلي من التقنيات الحديثة للعصر الجديد.