يقول ابن رشيق القيراوني (ت 426 هـ)، في العمدة :”الشعر يقوم بعد النيّة من أربعة أشياء هي: اللفظ والوزن؛ والمعنى؛ والقافية – فهذا هو حدّ الشعر”. وأن للوزن أهمية في التجربة الشعرية. يقول ابن رشيق في هذا: “الوزن أعظم أركان حدّ الشعر؟ وأولاها به خصوصية، وهو مشتمل على القافية، وجالبٌ لها ضرورة – إلا أن تخلتلف القوافي، فيكون ذلك عيباً في التقنية لا في الوزن، وقد لا يكون عيباًن نمو: المخمسات، وما شاكلها”. ثم إن العروض لغة: هو الخشبة أو العارضة التي تقوم وسط بيت من الشعر. وعليه، فإن علم العروض: هو العلم الذي يدرس الوزن الشعري، أو الأوزان الشعرية، كي يتمكن الدارس في تمييز الصحيح من الفاسد. والعلة من وراء وضعه: حفظ الشعر العربي من التحريف. الناتج عن مخالفة قوانين الشعري العربي الصحيح. وهناك، وعند دراسة الشعر العربي القديم وعروضه. هناك مصطلحات لا بد من معرفتها وهي: البحور الشعرية، وهي الأوزان التي نظم بها العرب أشعارهم، وواحدها: بحرٌ. وأما عدد الحبور الشعرية فهي ستة عشر بحراً 2- البيت المفرد: هو كلام منظوم تأم، يتألف من أجزاء، وينتهي بقافية، ويتكون من قسمين: الأول يسمى صدراً؛ والثاني عجزاً، وهما مصراعا البيت؛ أو شطرا البيت. وكلٌ يشتمل على هذه المصطلحات أ- العروض هو آخر جزء – أو آخر تفعيلة – في صدر البيت – أو في شطره الأول؛ أو آخر جزء في الصراع الأول من البيت ب- الضرب: هو آخر جزء في الشطر الثاني ج- الحشو: هو كل ما في البيت من أجزاء، عدا: العروض، والضرب 3- البيت التام: هو الذي اشتمل على جميع أجزائه المفردة كاملة – ولا يكون ذك إلا في الكامل الصحيح 4- البيت الوافي: هو الذي اشتمل على جميع أجزائه المفردة كاملة، إلا أن حكم العلل والزحافات يختلف في عروضه أو ضربه عنه في حشوه، ويكون ذلك في جميع البحور الشعرية، عد الكامل والرجز الصحيحين 5- البيت المجزوء هو البيت الذي صفوف منه آخر جزء – حذفت منه آخر تفعيلة – من الشطر الأول، وحذفت منه آخر تفعيلة من الشطر الثاني 6- البيت المشطور – ولا يستخدم مشطوراً من الوزان سوى الرجز والسريع 7- البيت المشهوك: وهو البيت الذي حذف ثلثاه، وبقي ثلثه ولا يستخدم منهوكاً سوى الرجز. 8- البيت المقرّع: هو البيت الذي يخترت عروضه لتلحق بضربة وزناً وقاقية… 9- البيت الحتفي: هو البيت الذي وافقت عروضه ضربه في الوزن “القافية من غير زيادة أو نقصان 10 – البيت المدوّر: هو البيت الذي اشترك شطراه بكلمة واحدة 11- الزحاف: تغيير لازم يختص لتسكين التاء من (يتفاعلن)، فتصير (متفاعلن)… 12 –العلة: تغيير لازم، وهي تختص بالأسباب والأوتاد، كحذف السبب الأخير من (فاعلاتن)؛ فتصير (فاعلاً): وتنقل إلى (فاعلنه) الحساوبة لها بالحركات والسكنات […] ثم هناك الوحدات الموسيقية – أو التفعيلات؛ أو الأجزاء: هي تتابع عدد من الأصوات المتحركة والساكنة على نحو أو نمط معين، وعدد هذه التفاعيل أو الوحدات الموسيقية ثمانية. (فعولن، مفاعيلين، مفاعلتن…) … وتتألف الوحدات الموسيقية من ثلاثة أقسام جزئية: هي: 1- الأسباب 2- الأوتاد 3- الفواصل… ثم هذه الوحدات الموسيقية – أو التفاعيل – هي التي يقاس عليها الشعر في أي بحر كان عن طريق تحليل أجزاء البيت الشعري إلى حركات وسكنات… وهناك ضوابط للكتابة العروضية وأما القوافي فهي آخر كلمة في البيت، وإنما قيل لها كافية، لأنها تقفو الكلام […] هذه بعض ما جاء في أصول هذا الفن في علم العروض والقافية، إذ أن لكل قن أصوله، وعليه فإن الشاعر، فإنه ما لم يكن مخيطاً بعلم العروض، حلماً بأصوله، وقع بعد الفينة والفينة في خطأ هيّن أو بيّن، ومن أراد أن يكون ناقداً للشعر، فإنه بمعرفة هذه الضوابط التي حاول المؤلف تسليط الضوء عليها وتفصيلها في هذا الكتاب، هو أولى. وغاية المؤلف تقريب قواعد هذا الغنى، وذلك من خلال دراسة لقواعده، بطريقة وسطى بين الاختصار المخلَّ والتفصيل المحلّ، حيث يجد الباحث بفيته في معرفة قواعد وأصول العروض، بما يفي ليكون على دراية في تحسس طريقة كي يصبح بمقدوره أن يكون ناقداً للشعر. بالإضافة إلى ذلك فقد ضمن المؤلف كتابة بعض القصائد. وعليه يمكن بيان ما جاء في هذا الكتاب من عناوين التي جاءت على التوالي: مدخل – كلمة قبيل الشروع: كلمة عن بنية هذا الكتاب، تمهيد، بحور الشعر، علم القوافي، الضرورات الشعرية، المختار في أشعار المحدتين من روائع شاعر البؤس (عبد الحميد الديب) – من روائع الأدب الكبير (محمود ومحمد شاكر) وأخيراً ديوان للشاعر محمد محمود دحروج (المؤلف).