كتاب شرح الإعلام بحدود قواعد الإسلام لـ الإمام أبي العباس أحمد بن محمد بن القاسم الجذامي المعروف بالقباب الفاسي
كتاب شرح الإعلام بحدود قواعد الإسلام |
عنوان الكتاب: شرح الإعلام بحدود قواعد الإسلام للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي السبتي (ت 544 هـ)
المؤلف: الإمام أبي العباس أحمد بن محمد بن القاسم الجذامي المعروف بالقباب الفاسي (ت 778 هـ / 1377 م)
المترجم / المحقق: عبد الله بنطاهر التناني السوسي
الناشر: مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث والرابطة المحمدية للعلماء
الطبعة: الأولى 1435 هـ / 2014 م
عدد الصفحات: 1692
حول الكتاب
من سمات التصنيف في الفقه المالكي ارتباطه الوثيق بحاجة المتعلمين؛ وهو ارتباط أدى إلى أن تكثر فيه المتون والمقدمات والمختصرات، التي تراعي أفهام الطلبة المبتدئين، وتروم توطئة الفقه وتقريب فهم مسائله وأحكامه دون تعقيد أو تلغيز، ومن أشهر تلك المتون : كتاب الإعلام بحدود قواعد الإسلام، وهو كتاب لطيف وجيز، ألفه علامة المغرب بلا منازع : الإمام الفقيه المحدث القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي السبتي (ت 544 هـ)، للناشئة من أطفال المغرب في عصره، وقد قصد فيه بيان ما لا يسع المسلم جهله من العقيدة والفقه؛ انطلاقا من الأركان والقواعد المجملة في حديث ابن عمر في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان))، فاجتنب فيه – رحمه الله – إيراد المسائل الفقهية التي لا تستوعبها أذهان الصغار، واقتصر على بيان الأحكام المتعلقة بقواعد الإسلام الخمسة وهي : الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج، وحرص رحمه الله على صياغتها في فصول سهلة المأخذ، قريبة المرام، وأورد المسائل مجردة عن الأدلة والحجج، ليسهل استيعابها وحفظها، وسار فيه على تسمية الأركان الخمسة بالقواعد، فيقول: ((قاعدة))، ثم يخوض في بيان ما يتعلق بها من مسائل وفروع وتنبيهات مهمة، ويتبعها بالقاعدة التي تليها، حسب ورودها في الحديث المشار إليه، فمثلا قسم الكلام على الشهادتين إلى أربعين عقيدة، عشر يعتقد وجوبها، وعشر يعتقد استحالتها، وعشر متحقق وجودها، وعشر متيقن ورودها. ومن الملاحظ أن منهج القاضي عياض في طريقة عرضه للمسائل الفقهية، لا يختلف كثيرا عن المنهج السائد في كتب الخصال، التي تحصر النظائر الفقهية بالأعداد تحت عناوين جامعة مانعة منسجمة، وتميز الفرائض عن الواجبات والمستحبات والمكروهات والمحرمات، وتبين الشروط والموانع، وغير ذلك من النظائر والمثيلات.وقد حظي ((كتاب الإعلام)) بعناية كثير من الفقهاء المالكية، فانكبوا عليه درسا وشرحا، وأكثروا من النقل عنه في تصنيفاتهم، ومن أبرز شروحه: شرح الإمام الفقيه المفتي المحقق الحافظ المتقن أبي العباس أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن الجذامي الفاسي الشهير بالقباب (ت 788 هـ) ، وهو الكتاب الذي نزفه في هذا التقديم إلى المهتمين بالفقه المالكي، بعد أن طال انتظارهم صدوره، وتتطلع للوقوف على مضامينه ؛ لا سيما وأن شارحه الإمام القباب، من أساطين فقهاء العصر المريني، الذين ذاع صيتهم وطبقت شهرتهم الآفاق، فهو زعيم فقهاء فاس في وقته كما يصفه المقري في ((أزهار الرياض))، وهو أحد جلساء السلطانيين أبي الحسن وأبي عنان المرينيين، وقد تولى القضاء بجبل طارق وسبتة، ومارس إلى جانب القضاء مهام الاستشارة والعدالة والإفتاء والتدريس والخطابة، وكان سفيرا للسلطان المريني بسلا وغرناطة، واشتهر الإمام القباب بمناظراته مع قاضي تلمان العلامة سعيد ابن محمد العقباني (ت 811 هـ)، ومناظرته في مسألة مراعاة الخلاف مع شيخه أبي عبد الله محمد بن أحمد الفشتالي (ت 777 هـ)، وكذلك مناظرته لتلميذه أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي (ت 790 هـ).وقد نهج الإمام القباب في هذا الشرح طريقة المزج، فقام بتنزيل شرحه على ألفاظ القاضي عياض، أو على جمل من كلامه؛ فأوضح ما غمض من العبارات، وأورد أدلة المسائل الفقهية من الكتاب والسنة، وأعتني بذكر الخلاف وعرض آراء الفقهاء، مع مقارنتها، وترجيح ما يراه راجحا منها، بل إنه ناقش صاحب المتن القاضي عياض، رغم جلالة قدره، وانتقده في مسائل كثيرة.وبالجملة فقد تميز هذا الشرح بقدرة مصنفه على الاستدلال والتعليل، والنظر والترجيح، والدقة في النقل، وتضمن اجتهادات نفيسة، وفوائد عزيزة، وهو ما جعل جملة من الفقهاء يقتبسون منه في تصنيفاتهم، بل يستحسنونه ويعتمدون آراء مصنفه، من أمثال أبي العباس ابن قنفذ القسنطيني (ت 809 هـ)، وأبي عبد الله العبدري الشهير بالمواق (ت 897 هـ)، وأبي عبد الله الحطاب (ت 954 هـ)، وابن عرفة الدسوقي (ت 1230 هـ)، وغيرهم.واعتمد الإمام القباب في شرحه هذا على الأصول الأولى للمذهب المالكي، كالمدونة والموازية والعتبية والواضحة، ونقل عن : ((تهذيب المدونة)) لأبي سعيد البراذعي (ت 438 هـ)، و((الجامع)) لابن يونس (ت 451 هـ)، و((التبصرة)) لأبي الحسن اللخمي (ت 478 هـ)، و ((البيان والتحصيل))، و((المقدمات الممهدات)) لأبي الوليد ابن رشد (ت 520 هـ)، وغيرها من المصادر المالكية المعتمدة، وأعرض عن النقل من كتب ابن بشير، وابن شاش، وابن الحاجب، وجملة من الفقهاء الذين كان ينتقد منهجهم الفقهي وطريقتهم في التصنيف.