كتاب كناشة النوادر – القسم الأول Pdf لـ عبد السلام محمد هارون
كتاب كناشة النوادر – القسم الأول |
عنوان الكتاب: كناشة النوادر – القسم الأول
المؤلف: عبد السلام محمد هارون
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة
الطبعة: الأولى 1405 هـ / 1985 م
عدد الصفحات: 176
حول الكتاب
عشنا دهرا في زمان قوامه الصراع الدائم بين الدعوة الحقة والدعوات المتطرفة إلى كل ما يثير الأحرار من نبذ للعروبة والعربية، ودعوة عارمة إلى الشعوبية، وإلى العامية، بلغت ذروتها في إصدار بعض الصحف السيارة في مصرنا العزيزة باللغة العامية، وهو واقع سجله التاريخ ولا تزال آثاره باقية في سجل لا يستطاع موه من صحيفة معروفة متداولة، مجني عليها. وكان هذا أمرا محزنا حقا.وعشنا كذلك في زمان دعا فيه بعض الأفراد ممن اضطرتهم الظروف أن يعدلوا مسارهم من الإلحاد الظاهر إلى الكتابة في مجال الإيمان، بل في مجال التصوف وتمجيد الإسلام وأبطال الإسلام، ويقولون: عفا الله عما سلف، والله أعلم بما صنعوا !كان هذا قدرنا، وهذا عصرنا الذي أظلتنا ظلاله القاتمة السواد ، وكانت فتنة هزمها الحق، وقوض دعائمها الهشة تقويضا، وأتى الله بنيانهم من القواعد.وكانت نفوسنا الشابة حينئذ تأسى لهؤلاء الذين بغوا وابتغوا أن تنتكس الراية، وتنتصر دعوة سادتهم أعداء العروبة والدين، من صغار المستشرقين ومغرضيهم.وحاولوا تشويه اللغة، بل وأدها بإشاعة العامية إشاعة عامة. ونزلوا في دعوتهم نزولا مبتذلا بمحاولتهم الطعن في الكتابة العربية، ودعوتهم إلى الكتابة بالحروف اللاتينية، ثم عدلوا بعد هزيمتهم في ذلك، وشمروا عن سواعدهم مرة أخرى زاعمين أنهم يصلحون عيوبها – فيما تزعم عيونهم المريضة – بتطوير الكتابة العربية والرسم العربي، وافتنوا في ذلك فنونا هزيلة هازلة، باعتصار رءوسهم الدليلة؛ لتبتدع حروفا جديدة للطباعة ولصندوق الحروف الطباعية، وللرسم العربي، والإملاء العربي، فباءوا بخزي بالغ، وكاد نباحهم البغيض أن يختفي من الوجود، وللم يستطيعوا أن يحققوا مأرب سادتهم، الذين أرادوا في خدعة خفيت على عبيدهم وهي ظاهرة واضحة لنا، أن يقطعوا الصلة بيننا وبين تراثنا العربي بمختلف مقوماته التاريخية، والدينية، واللغوية، والأدبية.وخلقنا الله أحرارا فلم نقع في أسرهم، ولا نالت أيديهم ورماحهم مما وطنا أنفسنا عليه، من حفاظ على مقوماتنا الخالدة. فكان اتجاهنا قديما – نحن الشبان الأحرار – كاتجاه الشعوب العريقة، أن نحترم تراثنا احتراما؛ لنبني عليه حاضرا تحفه السلامة والقوة، والعزة والكرامة، وكان النصر لنا.من هنا كان حرصنا على هذا التراث العربي، الذي هو مفخرة الدنيا بين سوالف التراث في كل الدنى.واكبنا التطور العالمي في مختلف زواياه المعاصرة، لم نتخلف عنه، وفي أيماننا وقلوبنا تراثنا، نحرص عليه حرص الشحيح على ماله، وبدأنا نجلوه على ضوء العصر في أمانة، ونكشف الكنوز منه كنزا إثر كنز، فإذا العرب، والأسلاف، والفكر العربي في الذرى. وإذا أمس واليوم قرنان متقاربان. ومن يشابه أبه فما ظلم.وكانت ((كناشة النوادر)) التي أقدم اليوم طاقة منها، جزءا من تلك الصورة المشرقة للتفكير العربي العزيز، والحضارة الإسلامية الفارعة، وتحفة لمن يؤمن بتراثه، وهاديا لمن ضل به الطريق عن الإيمان بمعدنه الأصيل، وسالفه المضئ. والحمد لله على ما أنعم.