تاريخ المغرب | 2011 | تاريخ
كتاب يهودي السلطان ؛ المغرب وعالم اليهود السفرد
عنوان الكتاب : | يهودي السلطان ؛ المغرب وعالم اليهود السفرد |
المؤلف : | دانييل شروتر |
الناشر : | منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط |
الطبعة : | 2011 |
الصفحات : | 455 |
المجلدات : | 1 |
الصيغة : | مصور |
وصف الكتاب |
يستعرض كتاب “يهودي السلطان: المغرب وعالم اليهود السفرد”، لمؤلفه دانييل شروتر، مسار شخصية التاجر السلطاني اليهودي المغربي، مايير مقنين، التي يقول عنها المؤلف الأميركي دانييل شروتر، إنها شخصية مثيرة ومؤثرة في زمنها، لأنها كانت على امتداد فترات زمنية متعددة، من أكثر الوسطاء أهمية ومكانة بين جهاز المخزن المركزي بالمملكة والدول الأوروبية، خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن التاسع عشر. وذلك في أيام حكم السلطان المولى سليمان، إذ كان يتلقى بين الفينة والأخرى، التفويض للقيام ببعض المهمات بصفته وكيلا للسلطان. وكان يقدم أوراق اعتماده بصفته ممثلا دبلوماسيا مغربيا، وجرت الإشارة إليه في مراسلات السلطان المولى سليمان، مع الدول الأجنبية بعبارة “يهودينا”. ويوضح الباحث الأميركي شروتر، أستاذ التاريخ في جامعة مينيسوتا، في تقديمه للكتاب، والذي ترجمه إلى اللغة العربية، الباحث المغربي المتخصص في التاريخ خالد بن الصعير، أنه خلال العقدين الأولين، من القرن التاسع عشر، أولى مقنين اهتماما خاصا، لممارسة التجارة لحسابه الخاص. ولفائدة السلطان المولى سليمان، في الوقت نفسه. واشتهر مقنين في أوساط التجار الأوروبيين، الذين كانت لهم معاملات تجارية في المغرب، بأنه إنسان وغد وسيىء السمعة، وكذا لا تليق او تتقبل عشرته، وكذلك بأن الديون الثقيلة تراكمت عليه تباعا في المراكز المالية الأوروبية، من جراء عمليات غير سليمة، قام بها بتواطؤ محكم، مع أخيه ومع زمرة من المتعاونين من التجار اليهود المقيمين في الصويرة. ويشير المؤلف إلى أنه بحكم هيمنة مقنين الاحتكارية شبه المطلقة على التجارة، كان هذا التاجر اليهودي، الوسيط الذي لا غنى عنه بين المغرب وبريطانيا، وكان يقوم في بعض الأحيان بمهمة وكيل السلطان في لندن، فيعقد الصفقات من أجل تزويد المغرب بالمراكب والأسلحة، والذخيرة العسكرية. ويحكي المؤلف عن ذلك: “كان مايير مقنين، ذكيا. أو ربما محظوظاً، في نسج علاقات قوية مع السلطان المولى عبد الرحمان، الذي خلف المولى سليمان، وبعد وفاة المولى سليمان سنة 1822، عاد مقنين إلى المغرب، فحصل على امتيازات لاحتكار تصدير عدة مواد إلى الخارج”. ويوضح شروتر، أنه، ورغم الأهمية التي حظي بها شخص مايير مقنين، بالنسبة إلى الدولة المغربية، استحال على الكاتب العثور على أثر له في الأرشيف المخزني، بسبب الفوضى التي يعرفها ارشيف الخزانة الحسنية التابعة للقصر بالرباط، والتي زارها الكاتب، وبسبب قلة المجموعات الوثائقية الخاصة بالسنوات السابقة لسنة 1830، التي اندثر أغلبها بسبب مرض الطاعون، الذي اجتاح المغرب ما بين 1799 و1800، وايضا خلال سنة 1817. وهو المرض الذي أودى بحياة عدد لا يستهان به من وزراء السلطان، وكتابه، ورجال حاشيته. ويلفت المؤلف إلى أن ما ساعده في الكتابة عن هذا التاجر اليهودي، هو أرشيفات وزارة الخارجية البريطانية في دار المحفوظات البريطانية بالعاصمة لندن، وكذلك وثائق آل مقنين التي اكتشفها جوزيف شتريت، إذ كانت متوافرة لدى ليفي قرقوز، والذي سمح لشتريت باستنساخها، قبل وفاته في سنة 1989. ويخلص المؤلف، في هذا المؤلف، الموزع على ثمانية فصول، وملاحق تضم المصادر والمراجع، وفهرس اللوحات التي يشتمل عليها الكتاب، إلى أنه يود من خلال هذا الكتاب تقديم تحليل موسع للتفاعل الثقافي المتبادل، بين مجالات غالبا ما وقع تحليلها تحليلا منفصلا على النحو التالي: اليهودي والمسلم، والأشكناز والسفرد، والشرق أوسطيون والأوروبيون، مشيرا إلى أن قصة حياة مايير مقنين “تكتسي صبغة معاصرة خاصة ومثيرة المشاعر، إذ بصفته جزءا من ثقافة الشتات، وبصفته رحالة جال بين مختلف البلدان والأوساط الثقافية، فإنه يظهر بوضوح العمق التاريخي للعالم المتعدد الثقافات، الذي نعيش فيه جميعنا اليوم”. كما يشرح مترجم الكتاب، الباحث خالد بن الصغير، في تقديمه، مجموعة من الاسس المهمة في موضوع البحث، مبينا أن العلاقة توطدت بينه وبين مؤلف الكتاب، الذي لا يكل ولا يمل من البحث ضمن مجال الموضوع المطروق، فأطلعه على المشروع، الذي يشتغل عليه، والمتعلق بمسار التاجر السلطاني اليهودي المغربي، مايير مقنين. وتجربته المغربية والأوروبية المهمة، التي للأسف لم تحظ بالاهتمام الكبير في مجموعة من الإصدارات التاريخية، ووردت بعض أصدائها فقط، في وثائق متفرقة هنا وهناك، لافتا الى أنه واكب عملية إنجاز هذا الكتاب، الصادر باللغة الإنجليزية عن “مؤسسة جامعة ستانفورد للنشر” بكاليفورنيا سنة 2002، وأمد الباحث الأميركي بكل ما توافر له من معلومات، ومن ثم سعى إلى ترجمته إلى اللغة العربية. |