| |

كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية

وصف الكتاب

إن أحكام الشرع عامة، وخالدة، وصالحة لكل زمان ومكان، وإن الله تعالى لم يبعث الرسل، ولم ينزل الكتب ‏إلى لمصلحة الإنسان. ولتحقيق مصالحة، وذلك بجلب النفع له، ووضع الضرر عنه سواء كان ذلك في ‏الدنيا والعاجل، أم في الآخرة والأجل، تنفيذاً لوعد الله وفضله عندما خلق آدم، وأهبطه الأرض لتكون سكناً ‏له ولذريته. وأرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم ليكون خاتماً للأنبياء ورسولاً للعالمين، وأنزل عليه القرآن العظيم، وتكفل ‏بحفظه إلى يوم الدين، وبين فيه الشرع القديم الذي طبقه عملياً الرسول والصحابة، وكان عليه الأئمة ‏والعلماء، وتوارثه المسلمون على بيضاء نقية، ليلها كنها ، صار موقنين بعظمة الأحكام الالهية التي ‏تحقق لهم سعادتي الدنيا والآخرة. وقد قام الفقهاء بتفصيل الأحكام لتغطي كل ما يجري في الحياة، وكل ما ‏يهم الإنسان في شخصه ومجتمعه وأمته، وفي حاضره ومستقبله، حتى كان الفقه الإسلامي أعظم تراث ‏وتروة في تاريخ الأمم، وضبطوا ذلك بعلم أصول الفقه الذي حدّد مقاصد الشريعة، وبيّن أهدافها وغاياتها. ‏وقام كبار العلماء بتخصيص مقاصد الشريعة بالإبراز والبيان والشرح والإيضاح والضبط والتمديد، والتقعيد ‏والتفصيل، لتكون الشريعة واضحة الهدف، ولفتح الأعين والأبواب والطرق أمام المستجدات وتطورات ‏الحياة، وقادمات الأيام، ورسم المنهج السديد للاجتهاد والاستنباط والاستدلال، ليبقى الشرع مهيجناً، ويعرف ‏المسلم سبيل الله تعالي في جميع أمور حياته. وكان الشيخ العلامة محمد الطاهر ابن عاشور في طليعة ‏علماء العصر الذين كتبوا في “مقاصد الشريعة الإسلامية”، وكان الرائد في كتبه، وفتح الباب على ‏مصراعيه، فتدفقت الدراسات والبحوث التي تناولت هذا الموضوع، وبقي كتباه في المقدمة، طباعة، ونشراً، ‏ودراسة وتحقيقاً ومطالعة، وبحثاً ومرجعاً مما أثار طلب الاستزادة حوله. من هذا المنطلق جاء عمل أ. د. ‏محمد الزحيلي على هذا الكتاب والذي ابتغى من ورائه الاستفادة من هذا الكتاب أولاً، ثم لاتمام بحوثه السابقة ‏عن مقاصد الشريعة، وللمساهمة في نشر هذا الكتاب القيم وروضة بين يدي الطلبة والباحثين والعلماء ‏ثالثاً. واستقام منهجه في تحقيق هذا الكتاب على النحو التالي: 1- ترجمة المؤلف العلامة محمد الطاهر ابن ‏عاشور لبيان سيرته الشخصية، وترجمته العلمية، وسماته البحثية التي تلقي الضوء على أهليته للبحث ‏والدراسة وأعماله ومناصبه، لبيان صلتها بموضوع الكتاب 2- تعريف بالكتاب “مقاصد الشريعة الإسلامية” ‏وبيان مضمونه العام، ومسيرته العلمية والفنية في الطباعة والنشر، ومدى الاستفادة منه، والاهتمام به، كما ‏وبيان أثره العلمي والبحثي 3- دراسة لموضوع البحث “مقاصد الشريعة الإسلامية” لمعرفة سماه العامة، ‏وإطاره الذي يحيط به، وموقعه في الدراسات المتعلقة به روما بتصل به من سائر العلوم وموقعه التاريخي، ‏والحاضر، والمستقبلي ليكون نواة لغيره، ومنطلقاً للبحث فيه. وقد عرض المحقق هذه النقاط الثلاث في ‏ثلاثة مباحث متتالية، ليكون ذلك توطئة للتحقيق والإفادة من موضوع الكتاب المحقق، وباعثاً لمتابعة ‏الطريق السوي، وحافزاً للدراسات اللاحقة، وخاصة أن معرفة المقاصد لأي شخص، أو لأي كتاب، أو لأي ‏علم – أو لأي تنظيم وتشريع وعمل، يكشف عن أهميته، وصلته بالمطلع أو القارئ ويبعث على المتابعة ‏فيه، أو قصر الطريق نحوه، وتغيير المسار فيه، وسيلحظ القارئ أن هذه النقاط الثلاث جديرة بالبحث وتلقي ‏الضوء الكاشف على المؤلف والكتاب والموضوع، وأنها جاءت بما يزيد الإيمان بالشريعة والثقة بأحكام الله ‏تعالى والحرص عليها، بل بالدعوة إليها والتبشير بها. وإلى ذلك فإن المحقق وبعد أن عرض لسيرة حياة ‏المؤلف، وعرّف بكتابه، وبين التصور العام عن مقاصد الشريعة في مكوناتها ومنطلقاتها، ودرجاتها، ‏وأنواعها، وأمثلتها. أتبع ذلك بمنعج تفصيلي في عرض الكتاب حرفياً (متن الكتاب “مقاصد الشريعة ‏الإسلامية”)‏ إذ أغناه بهوامش ضمت تبيان معنى الكلمات الغامضة، وذكر المراجع إن لزم، إضافة إلى تخريجه للآيات ‏والأحاديث وترجمة للأعلام الوارد أسماؤها في المتن، وإيضاح بعض المسائل، وادراج بعض الشروح ‏اللازمة.‏

قناتنا على تيليجرام    ملف الكتاب

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *