كتاب السلوك التنظيمي ؛ سلوك الأفراد والجماعات في منظمات الأعمال
كتاب السلوك التنظيمي ؛ سلوك الأفراد والجماعات في منظمات الأعمال المؤلف : حسين حريم اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2013 عدد الصفحات : 409 نوع الملف : مصور |
يطلق البعض على عصرنا الحاضر “عصر المنظمات”. لكون المنظمات تهيمن على مختلف مناحي حياة الإنسان. فالخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والشبابية والرياضية والمسرحية والفنية… الخ التي يتمتع بها ويستفيد منها الأفراد، تقدم من خلال وبواسطة المنظمات المختلفة، حكومية أم أهلية أم مشتركة. وما يتناوله الإنسان من غذاء وما يرتديه من لباس والمأوى الذي يسكنه والتجهيزات والأدوات التي يستخدمها تصنعها وتنتجها المنظمات المختلفة. وما يستخدمه من وسائل نقل واتصالات… لا يحصل عليها الفرد إلا من خلال المنظمات المختلفة، هذا بالإضافة إلى أن نسبة عالية من أبناء المجتمع يعملون في هذه المنظمات المختلفة. وهكذا تتغلغل المنظمات في شتى مناحي حياة الفرد والمجتمع. وما كان الإنسان لينعم بوسائل الرفاه ومقومات الحياة الحديثة العصرية بدون المنظمات. على أنه ينبغي أن لا يفوتنا أن نشير إلى المخاطر والأضرار والجوانب السلبية التي سببتها وتسببها تلك المنظمات، أو على الأقل بعضها على مستوى الفرد والمجتمع. فالكثير من المنظمات لا تولي العنصر الإنساني الأهمية والمكانة والاحترام المناسب وفرضت قيوداً كثيرة على حريته ولا تسمح له بالنمو والتطور والإبداع. وباختصار ساوته مع عناصر الإنتاج الأخرى. وعلى مستوى المجتمع، تلحق المنظمات أضراراً كبيرة بالبيئة، ويجلب بعضها الخراب والدمار والقتل من جراء الحروب والمخاطر النووية. لقد أصبحت مادة “السلوك الإنساني في المنظمات” أو “السلوك التنظيمي” أو “السلوك الإداري” من بين المواد العلمية الرئيسة في خطط ومناهج حقل الإدارة في جميع الجامعات والكليات والمعاهد، بل ومادة تدريبية هامة للمديرين بخاصة، ومختلف العاملين في المنظمات، عامة. وذلك لأنه بات واضحاً بأنه لا يمكن للمنظمات تحقيق أهدافها بكفاية وفعالية بدون فهم واضح ومتعمق لسلوك العاملين في المنظمات والذين يلعبون الدور الحاسم في هذا المجال. يعرف Davis Keith وJohn Newstrom السلوك التنظيمي بأنه دراسة وتطبيق المعرفة المتعلقة بكيفية تصرف وسلوك الأفراد في المنظمة.. إنه وسيلة إنسانية لخدمة الإنسان، وينطبق بشكل واسع على سلوك جميع الناس في جميع المنظمات والأعمال، والمنظمات الحكومية، والمدارس، ومنظمات الخدمات…الخ. يرى العلماء، والباحثون المعنيون بهذا المجال أن السلوك التنظيمي يعني مباشرة تفهم وتفسير السلوك الإنساني في المنظمات والتنبؤ به، وضبطه والتحكم به من أجل
تحقيق أهدافها بكفاية وفعالية. ومن أجل التوصل إلى تفهم متعمق لسلوك الفرد في العمل لتوجيه الفرد لخدمة المنظمة لا بد من تحليل وتفسير السلوك لمعرفة الأسباب التي تدفع الفرد للقيام بسلوك أو تصرف معين، ومن خلال التعرف على مسببات السلوك، يمكن التنبؤ بهذا السلوك في المستقبل إلى حد ما، إذا ما وجدت المسببات. وإذا ما استطعنا توقع سلوك معين من قبل الفرد، يصبح بالإمكان ممارسة قدر من السيطرة والتحكم في سلوك الفرد خدمة لأغراض وأهداف المنظمة. ويرى أحد الكتاب أن هناك ثلاثة أهداف لدراسة السلوك التنظيمي.
1- التعرف على مسببات السلوك.
2- التنبؤ بالسلوك في حالة التعرف على هذه المسببات.
3- التوجيه والسيطرة والتحكم في السلوك من خلال التأثير في المسببات. يعتبر مجال السلوك التنظيمي حديث نسبياً (مع أنه يتناول أقدم المشكلات والقضايا)، ويعتمد على قاعدة عريضة من العلوم ومجالات المعرفة الأخرى ذات العلاقة، مثل علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الإنسان، ولا يوجد اتفاق بين الكتاب والباحثين حول وصف موحد لهذا المجال، وعلى الرغم من ذلك كله فقد أخذ مجال السلوك التنظيمي يتبلور أكثر فأكثر، والمشكلة الرئيسية التي يواجهها هي تكوين هوية مميزة له عن غيره من مجالات المعرفة الأخرى ذات العلاقة مثل نظريات التنظيم، وعلم النفس التنظيمي، وشؤون الأفراد والموارد البشرية. وهكذا فالسلوك الإنساني التنظيمي يمثل المدخل السلوكي للإدارة، وليس كل الإدارة. إذ أن هنالك مداخل أخرى للإدارة تشتمل على العمليات والنظم، والأسلوب الكمي، والموقفي. وباختصار فالسلوك التنظيمي لا يسعى ولا يهدف إلى دراسة الإدارة ككل. وفي هذا الصدد يقول Charles Perrow لا يستطيــع أحـــد أن يفسر ويتفهم المنظمات من خلال شرح وتفسير سلوك واتجاهات الأفراد، وحتى الجماعات الصغيرة فقط.