|

كتاب انزياح اللسان العربي الفصيح والمعنى

وصف الكتاب

 كتاب انزياح اللسان العربي الفصيح والمعنى تأليف الدكتور عبد الفتاح الحموز .

يَدُوْرُ مَا فِي هَذَا البَحْثِ فِي فَلَكِ اسْتِبْدَالٍ حَرَكَةٍ إِعْرَابيَّةٍ أَو بنَائِيَّةٍ بأُخْرَى، أو الإنْزِيَاحِ مِنْ حَرَكَةٍ إِلَى أُخْرَى لَتَوْكِيْدٍ الكَلِمَةِ مَوْضعٍ الإنْزِيَاحِ، أو الإسْتِبْدَالِ بَجَذْبِ الإنْتِبَاهِ إِلَيْهَا، وَهُوَ جَذْبٌ يَفْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى القَارِئِ، أَو السَّامِعِ، أَو النَّاقِدِ لِيَتَفَكَّر فِي سَبَبِ هَذَا الإنْزِيَاحِ، وَمَا يُفْضِي إِلَيْهِ مِنْ دَلالَةٍ عَلَى حَسَبِ قَصْدِ المُتَكَلْم، أو المُؤَلّف، أَو المُنْتِجِ الَّذِي لا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المُتَلَقّي أَياً كَانَ تَوَاصُلٌ إِخْبَارِيٌّ؛ لِيَتَمَكَّنَ هَذَا المُتَلَقّي مِنْ تَبَيُّنِ مُرّادِ هَذَا المُتَكَلّم مُسْتَعِيْناً بوَسَائِل مُتْعَدِّدَةٍ دَاخِلَ المَقُوْلِ، أَو النَّصِّ، وَخَارِجَهُ.

وَقَدْ يُنْبئُ، أَو يَكْشِفُ هَذَا الإنْزِيَاحُ بالإِضَافَةِ إِلى القِيَاسِ المَألُوفِ الَّذِي حَافَظَ عَلَيْهِ لِسَانُ المُتَكَلِّمِ العَرَبيُ الفَصِيْحِ – عَنْ أَنَّهُ يَقْصِدُ هَذَا الإنْزِيَاحَ، أَو العُدُوْلَ، أَو الإسْتِبْدَالَ قَصْداً عَلَى حَسَبِ تَوَهُّمِ المُتَلَقّي، أَو المُخَاطَبِ.

وَلَيْسَ بمُسْتَبْعَدٍ أَنْ يَكُوْنَ العَرَبيُّ الفَصِيْحُ قَدْ قَصَدَ هَذَا الإنْزِيَاحَ، وَرَغِبَ فِيْهِ لِتَحْقِيْقِ مَا لَدَيْهِ مِنْ أَفَكَارٍ، وَمَعَانٍ، وَلَعَلَّ فِي قَوْلِ أَبي البَرَكَاتِ الأَنْبَارِيّ مَا يُعزِّزُ هّذَا القَصْدَ، أو هَذِهِ الرَّغْبَةَ: وَأَمَّا مَا حَكَوْهُ عَنْ بَعْضِ العَرَبِ: إِنَّكَ وَزَيْدَ ذاهِبَان – فَقَدْ ذَكَرَ سِيْبَوَيْهِ أنَّهُ غَلَظٌ مِنْ بَعْضِ العَرَبِ، وَهَذَا لأَنَّ العَرَبيَّ يَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ إِذا اسْتَهْوَاهُ ضَرْبٌ مِنَ الغَلَطِ، فَيْعَدِلُ عَنْ قِيَاسِ كَلامِهِ، كَمَا قَالُوا: مَا أَغْفَلَهُ عَنْكَ شَيْئاً…

وَتَتَبَدَّى هَذِهِ المَسْأَلَةُ أَيْضاً بوُضُوْحٍ مِنْ قَوْلِ شَبيْبِ بن شَبَّةَ مُعَلِّلاً عَدَمَ تَنْويْنِ (قرَى عربيَّة) مِنْ حَيْثُ إنَهَا قُرى الحجاز، عَلَى أَنَّهَا لَوْ نُوُنتْ لَمَا أُرِيْدَ بِهَا ذلِكَ، وَالقَوْلُ نَفْسَهُ فِيْ قَولِكَ: مَرَرْتُ يسِيْبَوَيْهِ، وَسِيْبَوَيْهِ آخًرَ، وَبعُثْمَانَ، وَعُثْمَانٍ آخَرَ، وَمَا كُلُّ إِبْرَاهِيْمٍ إِسْحَقَ.

 

ملف الكتاب   قناتنا على تيليجرام        

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *