كتاب الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث

كتاب الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث ؛ دراسة في البنية السردية (1939- 1967) تأليف الدكتور حسن سالم هندي إسماعيل .

أولت الدراسة عناية فائقة بدراسة البنية السردية للروايات التاريخية ميدان البحث، وضبطتها تحت ثلاثة عنوانات رئيسة تمثل ثلاثة عناصر اساسية، تمتلك حضوراً واسعاً وفعالاً في جنس الرواية التاريخية، وهذه العناصر الثلاثة مثلت (الشخصية والحدث والمكان) وقد درس كل عنصر من هذه العناصر في فصل مستقل استقلالاً شكليا منهجيا لاستحالة الفصل بين مكونات السرد وعناصره، إلا على سبيل الدراسة والبحث، واذا بدا أن هذه العناصر استحوذت على معظم المقاربات النقدية عن طريق استقلالها بفصول كاملة سميت باسمائها، فان هذا لا يلغي الأهمية التي أولتها الدراسة للعناصر السردية الأخرى، مثل الزمان وتشكيلاته الذي بدا أثره واضحاً في فصل الحدث، ووجهة النظر والعنوان والإستهلال، مما تمت دراسته في ضمن فصل الشخصية من خلال محور كامل اسمه (الشخصية وعلاقتها بالعناصر السردية)، سعت الدراسة بذلك الى مناقشة الآراء النقدية المتعلقة بعناصر السرد جميعاً بيد انها اكتفت بانتخاب بعض النماذج التي فرضت وجودها عبر حضورها البارز والمهيمن في السرد الروائي التاريخي. فكان الفصل الأول بعنوان (الشخصية) وقد عالجت فيه بنية الشخصية عبر محورين أساسيين هما: أساليب رسم الشخصية وتقديمها، والشخصية وعلاقتها بالعناصر السردية الأخرى، انقسم المحور الأول إلى قسمين، سمي الأول الأسلوب الإخباري، والثاني الأسلوب الدرامي. أما المحور الثاني من الدراسة صنف الى ثلاث علاقات، تقيمها الشخصية مع عناصر السرد، الأولى علاقة الشخصية بالمنظور ووجهة النظر، والثانية علاقة الشخصية بالحدث، والثالثة علاقة الشخصية بالعنوان. وجاء هذا التصنيف لأيمان البحث بأن الشخصية أهم المكونات الروائية في العمل الأدبي، وقيمتها تكمن اساساً عبر العلاقات الوطيدة التي تقيمها مع عناصر القص الاخرى.

وجاء الفصل الثاني بعنوان (الحدث) وتم فيه استقراء عام للحدث الروائي في النص التاريخي حصراً، ودراسة الوسائل التي بنى بها هذا الحدث، وكيفية تشكيل الخبر التاريخي في الرواية التاريخية، وتم في هذا الفصل أيضاً الكشف عن طرائق الروائيين التاريخيين في بناء أحداثهم وكيفية توظيفهم للواقعة التاريخية في نصوصهم الأدبية، ذلك كله تمت دراسته ضمن ثلاثة محاور مستنبطة من أساليب بناء الحدث وطرائقه في الرواية التاريخية وهي: (الاسلوب التتابعي، أسلوب التضمين، الأسلوب الدائري) وانتهى الفصل بتقييم عام للحدث الروائي مركزاً على المسيرة التطورية التي قطعها توظيف الحدث في هذا النص.

أما فصل المكان فتمت فيه معاينة توظيف الروائي التاريخي لعنصر المكان، والوسائل التي استعملها في بنائه للمكان. ودرست فيه ايضاً أنماط الأمكنة وتحولاتها، ووسائل بناء المكان وتشكيله وكشف لنا هذا الفصل فعالية المكان وأثره في الرواية التاريخية، تجلى ذلك عبر محورين اساسيين هما: وصف المكان وبناؤه: ويشمل نمطي الوصف، الإجمالي والوصف الاستقضائي، وينطوي هذا المحور ايضاً على وظائف الوصف وتنتظم فيه ثلاث وظائف رئيسة هي الوظيفة الإيهامية، والتزيينية والتفسيرية. أما المحور الثاني فيشمل: أنماط الأمكنة وتحولاتها، وأبرز أن ثمة نمطين مكانيين بارزين في الرواية التاريخية يمثلان ثنائية ضدية واحدة هي: (المكان التاريخي والمكان الموضوع) وتنبجس داخل هذه الثنائية أنماط اخرى مثل المكان المعادي الأليف، والمغلق والمفتوح … الخ.

وانتهى الكتاب بخاتمة أوجز فيها أهم النتائج التي توصل اليها الكتاب، ومن ثم ببلوغرافيا بالروايات التاريخية وقائمة بمصادر الكتاب ومراجعه.