| | |

كتاب الأنباط ؛ التاريخ – المثولوجيا – الفنون

وصف الكتاب

كتاب الأنباط ؛ التاريخ – المثولوجيا – الفنون تأليف خزعل الماجدي.

الأنباط هم الحلقة الحضارية التي ربطت بين الآراميين والعرب، وعلى تراثهم اللغويّ والكتابيّ والدينيّ بنى العرب الشماليون حضاراتهم الأولى قبل الإسلام بقرون، ورغم خصوصية الأنباط النادرة إلاّ انها تشكل إحدى صفحات الحضارة الهيلنستية في الشرق الادنى فقد ساهموا مع الإغريق والرومان في النهوض بقومات عمرانيةٍ وفنيةٍ وروحيةٍ وسياسيةٍ جديدةٍ وكان لهم أبعد الأثر في حوار وصراع الشرق والغرب آنذاك.

كان الأنباط من شيّد هذا الجسر الحضاري ودفعوا به إلى الأمام، فوجودهم العريق في وادي الرافدين اختزن خبراتهم الحضارية الروحية الكثيرة وحين هاجروا من وادي الرافدين إلى شمال جزيرة العرب وبلاد الشام (الأردن بشكل خاص)، حملوا معهم هذه الخبرات الحضارية رغم قرون التيه التي مروا بها لكنهم حين استقروا في مناطقهم الجديدة وتفاعلوا مع أقوامها من الأدوميين والقيدرايين واللحيانيين والديدانيين صقلوا تراثهم القديم وبنوا مدناً جديدة فتّحت خصبهم الروحي والجمالي وصادف تفتّحها مع ظهور الحضارة الهيلنستية، ورغم السطح السياسي القاهر للمنطقة إستطاع الأنباط أن يوصلوا مصل الحضارات القديمة إلى أقوام جدد هم العرب الذين فجّروا بالإسلام ذلك الإرث من جديد رغم الموجات الدينية المختلفة.

الأنباط الذين ظلمهم العرب، فيما بعد، وتنكّروا لتراثهم وأثرهم كانوا آخر حلقةٍ آراميةٍ نوعية استطاعت أن توصل للعرب قبل الإسلام الكتابة والديانة والنظم السياسية والإجتماعية والحضارية وعلوم الزراعة والريّ والفلك والفنون، فقد كان زمنهم المتوقّد بين القرنين الثاني قبل الميلاد وبعده (أي لمدة أربعة قرون) طاقةً جديدة وإلهاماً نوعياً لعرب الحواضر القادمة (الحضر، تدمر، المناذرة، الغساسنة… وغيرهم).

يحاول كتابنا هذا أن يلقي الضوء على ملحمة الأنباط منذ نبضاتها الأولى في وادي الرافدين حتى النبض الخافت لقبائل الفقراء في الصحراء العربية، وهو إذ يتحرى عن تاريخهم أولاً فإنه يهتم بأساطيرهم وفنونهم بالدرجة الأساس.

 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *