كتاب سياسة المعنى ؛ الكتاب الخامس – النظرية الشعرية
كتاب سياسة المعنى ؛ الكتاب الخامس – النظرية الشعرية المؤلف :محمد بن العربي الجلاصي اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2013 عدد الصفحات : 313 |
كتاب سياسة المعنى ؛ الكتاب الخامس – النظرية الشعرية تأليف محمد بن العربي الجلاصي.
وفي هذه المباحث حول نظرية المعنى ونظرية البلاغة ونظرية الشعر نريد وصف الخطاب من جهات متعددة من حيث هو اختلاج في دواخل الكائن ومن جهة كونه سمات وعلامات وأشكالا وباعتباره معطى تداوليًا لأنّ وصف الخطاب باعتباره متوالية جمل يقتضي إلماما بظروف نشأة الخطاب وأشكال تداوله وتلقيه. وليس مقصدنا الوقوف على النّظريّة الشكلانية أو النّظريّة التداولية للخطاب. وإنّما قراءة بنية التلفظ وظروف التلفّظ داخل نسيج مفهومي متكامل. فنحن نشتغل داخل استراتيجيا تخاطبية بأشكالها وأبنيتها وأنساقها وأفعالها الإنجازية ومقاماتها التواصلية.
إن الشعر أكبر من كفاءة اللساني ومن علم الدلائل والنسق اللغوي. ففيه وجه إنجازي يخرج مبحث اللغويات من الكلام ويلقي به على المتكلم والمخاطب ويخرجه من الدال والمدلول إلى الأمارة والأيقونة والرمز. فالعلاقة لم تعد بين الدلائل والأشياء. وإنّما في اختبار نسق الدلائل في الأفعال التّواصلية. فالأنساق تمظهرات وتشكلات يحدثها الفضاء التواصلي. والشكل لم يعد من شأن اللغة. وإنّما يتكوّن داخل الفضاء التّخاطبي فللكلام مجال تداول هو الذي ينجز الدلالة الشكلية التركيبية . وإنّ القواعد الدّلالية لا معنى لها إلا إذا كانت تجربة كيان. ولا يمكن حد المعنى خارج مقامات إنتاجه وتلقيه. فالوظيفة التعبيرية للغة وجه من الوظيفة التواصلية للمتكلم.
وبما أنّ الشاعر متكلّم من نوع مخصوص فإنّ نتائج هامة ستترتب عن علاقة الشاعر بإنتاج الرمز في فضاء تخاطبي معيّن إذ أن علاقة الشاعر باللغة علاقة خلاقة. فهي تشتغل على إنتاج الدلائل والرموز وتخييل الأشياء بإحداث فضاءات تواصلية وبالتصرف في تركيبات الدلائل والتقاذف بها إلى جهات عديدة من المقامات التواصلية. فما هي المسافة التي قطعها النّص الشعري من تمثيل الأشياء إلى صناعة الرمز ؟
ذاك بعض ما نريد من درس :
– نظرية النّص
– نظرية المعنى
– نظرية البلاغة
– نظرية الشعر.