كتاب علم النفس التطوري
كتاب علم النفس التطوري المؤلف : دافيد باس اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2009 عدد الصفحات : 905 نوع الملف : مصور |
تشكل هذه الترجمة لكتاب ((علم النفس التطوري: العلم الجديد للعقل)) الكتاب الأول باللغة العربية الذي يقدم أحدث مذاهب علم النفس نشأة، والمعروف لهذا الاسم. لا تقتصر أهمية هذا الكتاب على جدته فقط، وإنما أيضا في كونه يتجاوز الطروحات المعروفة في مختلف فروع علم النفس ونظرياته الراسخة والشائعة، كي يقدم منظوراً جديداً لتفسير ظواهر الحياة الإنسانية المعروفة على الصعد العقلية والمعرفية والانفعالية والعلائقية والسلوكية، الفردية منها والجماعية.
إنّه يقدّم مقاربات منهجية بحثية ونظرية كاشفة، وقد تكون مفاجئة، مما يستدعي وقفات تأمّل وتساؤل وإعادة نظر في دلالة ظواهر الحياة والسلوك، التي تؤخذ بمثابة مسلَّمات تّرَد إلى تفسيرات ثقافية شائعة (مثل العادات والتقاليد والقيم والتراث والانتماء) أو هي ترد إلى تفسيرات علم النفس الراسخة. يمثل الكثير مما يطرحه هذا الكتاب، ربما، تحديا استفزازيا للمعروف والمألوف من التفسيرات، وقد يثير بالتالي التساؤل والتشكيك وحتى الرفض عند البعض. إلا أنها تشكل على كل حال فرصة للتفكر والتأمل وإعادة النظر في بعض المسلمات الناظمة للرؤى والموجهة للممارسات، مما يوسع من نطاق فهم الوجود الإنساني ويعمقه.
لا بد قبل تقديم هذا الكتاب ومؤلفه، ومن وقفة تستعرض نشأة هذا المذهب الجديد في علم النفس، في مرتكزاته ومسلماته، وطروحاته، ورواده وسرعة انتشاره وتطبيقاته. وسيتضح من هذا العرض أن المؤلف هو أحد أبرز رواد هذا المذهب، وأن كتابه الذي نقدم ترجمته العربية للقارئ يطرح أبرز قضاياه ونظرياته ومنهجياته، مما يشكل عرضا ثريا وحيويا ومشوقا لعلم النفس التطوري.
يشيع رد تسمية ((علم النفس التطوري)) إلى عالم البيولوجيا الأميركي مايكل جيسلن الذي نحتها في مقالته المنشورة عام 1973 في مجلة العلوم. ولقد قام كل من جيروم باركوف، وليدا كوسميدس، وجون توبي (وهو من روّاد هذا العلم البارزين) بترويج هذه التسمية ونشرها في كتابهم بالغ التأثير بعنوان ((العقل المتكيف: علم النفس التطوري وتوليد الثقافة )) المنشور في العام 1992.
عرف هذا المذهب في علم النفس نمواً كبيراً ومتسارعا خلال العقدين الأخيرين وأخذ مكانته العلمية في العديد من الجامعات الأميركية والبريطانية، وفي كل من كندا وألمانيا واسكندنافيا والأرجنتين. أُسست العديد من الجمعيات الأكاديمية في هذا المجال بمسميات مختلفة تبعا لدائرة الاهتمام. كما تطورت العديد من فروعه من مثل: علم نفس النمو التطوري، علم النفس التربوي التطوري، علم الأعصاب التطوري، علم الموروثات السلوكي، إيكولوجية السلوك البشري، ونظرية الثنائية الوراثية (تلازم تطور الجينات والثقافة)، مع تطبيقات في ميدان القانون وسواه من الميادين. وأنشئت العديد من المجلات المتخصصة من مثل: مجلة علم النفس التطوري، مجلة التطور والسلوك البشري، ويضاف إلى ذلك وضع كمية وافرة من الوسائل السمعية البصرية في الموضوع.
يوجد اليوم أكثر من ثلاثين مركز بحث في البلدان التي انتشر فيها هذا العلم الجديد للعقل. كما أخذ ينتشر في جامعات هذه البلدان تدريس مقررات في علم النفس التطوري، أبرزها برنامج الدراسات العليا الذي تقدمه جامعة تكساس، أوستن ويديره ديفيد بوس، مؤلف هذا الكتاب. وتتزايد قائمة قائمة الاختصاصيين باضطراد في مختلف موضوعات هذا العلم وفروعه، إذ تضم أكثر من أربعين من العلماء الرواد الذين أجروا أبحاثا كاشفة وقدموا نظريات جديدة.