| |

كتاب رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر (سيرة غير ذاتية غير موضوعية) لـ عبد الوهاب المسيري

 
a6c1b 1885
كتاب رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر

عنوان الكتاب:  رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر (سيرة غير ذاتية غير موضوعية) 

 

المؤلف: عبد الوهاب المسيري 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: دار الشروق


الطبعة: الأولى 2000 م


عدد الصفحات: 556



حول الكتاب:

        حينما أنتهي من أحد أعمالي الفكرية، عادة ما أتأمله وأتأمل القضايا المنهجية والفكرية التي يثيرها حتى أبلورها لنفسي لتتضح الرؤية، وأرى علاقات بين التفاصيل والأفكار المختلفة لم أكن قد رأيتها من قبل، وأدرك جوانب في الموضوع الذي أتناوله لم يكن قد سبق لي إدراكها، كما أتعرف على بنية العمل الداخلي. وفي معظم الأحيان، إن لم يكن فيها جميعا، تنتهي هذه العملية بإعادة كتابة العمل عدة مرات، إلى أن يستقر العمل تماما ولا يفضي التأمل إلى جديد. وهذا ما فعلته في موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (يشار إليها في هذا الكتاب بكلمة الموسوعة)، وقد أدى التأمل هذه المرة إلى كتابتها عدة مرات عبر عدة سنوات.
       وحينما لاحت مشارف ما تصورت أنه اكتمال أهم أعمالي، وجدت أنه قد يكون من المفيد أن أضع بين أيدي القراء، وبخاصة الشباب، بعض خبراتي الفكرية والمنهجية. وبالفعل، كتبت بضع صفحاتي عن حياتي وأفكاري كنت أنوي ضمها إلى الموسوعة. ولكن اتسع نطاق التأمل وزاد حجم الصفحات وترابطت الأفكار (الثمر) بجذورها (حياتي الثقافية بأسرها) وببذورها (تكويني في دمنهور)، بحيث وجدت أنها تشمل كل حياتي الفكرية، وهذا ليس بغريب؛ لأن الموسوعة، بمعنى من المعاني، هي نتاج حياتي كلها. فانفصلت التأملات والكلمات عن الموسوعة حتى أصبحت عملا مستقلا يحمل ولا شك بصمات ماضيه، ولكنه مع هذا يتجاوزه في نفس الوقت. وكانت النتيجة هي هذه الصفحات: رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية.
     والصفحات التالية هي قصة حياتي أو رحلتي كمثقف عربي مصري، وليست قصة حياتي الخاصة زوجا وأبا وابنا وصديقا وعدوا. وهي ترصد تحولاتي الفردية في الفكر والمنهج ولكنها تؤرخ، في الوقت نفسه، لجيلي، أو لقطاع منه؛ فتحولاتي ليست بأي حال منبته الصلة بما يحدث حولي. كما أن الجزء الثاني هو محاولة لعرض بعض أفكاري الأساسية كما تتمثل في معظم أعمالي، بطريقة أعتقد أنها مبسطة، كما أنها تبين كيف تشكلت هذه الأفكار ومدى ترابطها وبعض تطبيقاتها.
    ومن هذا المنظور، تصبح أحداث حياتي لا أهمية لها في حد ذاتها، وإنما تكمن أهميتها في مدى ما تلقيه من ضوء على تطوري الفكري. ويمكنني القول بأنني فهمت كثيرا من أحداث حياتي الخاصة (الذاتية) من خلال نفس الموضوعات الأساسية الكامنة والمقولات التحليلية التي استخدمتها في دراساتي وأبحاثي (الموضوعية)، وليس العكس. ولعل هذا ما دعاني إلى استبعاد بعض تفاصيل حياتي الخاصة (المغرقة في الخصوصية)، وهي تفاصيل قد تكون مهمة من منظور شخصي، وقد تهم أعضاء أسرتي وأصدقائي، ولكنها لا تهم قارئ هذه الصفحات.
 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *