كتاب رحلة إلى سيلان لـ محمد العبودي
كتاب رحلة إلى سيلان |
عنوان الكتاب: رحلة إلى سيلان وحديث في أحوال المسلمين
المؤلف: محمد العبودي
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون
الطبعة: الأولى 1403 هـ / 1983 م
عدد الصفحات: 268
حول الكتاب:
إن جزيرة سيلان عريقة الذكر في التاريخ بل وربما تميزت على غيرها بأنها ذكرت في أول الأحداث التي وقعت للإنسانية ممثلة بذلك الزعم القديم بأنها المكان الذي أهبط فيه آدم أبو البشر من الجنة.وليس ذلك وحده ما جعل المؤرخين القدماء يهتمون بها وإنما جعلهم كذلك كونها جزيرة الجواهر حتى إن اسمها الذي عرفها به العرب أول ما عرفوها يدل على ذلك وهو (سرنديب) وإن لم يكن أكثرهم يعرفون معنى الاسم وأنه يدل في اللغة السنهالية التي هي اللغة الرئيسية في سيلان ولا تزال:(جزيرة الياقوت) فسرن معناها: ياقوت، وديب معناها: جزيرة.وهناك أمر آخر جعلهم يهتمون بها وجعل اخبارها تكون مستمرة الحياة في قرون الإزدهار للحضارة العربية الإسلامية هو أنها في طريق السفن التي كانت تمخر عباب المحيط الهندي وبحر العرب للتجارة ما بين موانئ الصين وجنوب الهند وما بين موانئ الدولة العربية الإسلامية في الخليج العربي سواء ما كان منها في شرقيه وما كان في غربيه وأهم تلك الموانئ كان البصرة وسيراف.ولكن لأمر ما عدل المؤرخون والكتاب العرب أو أخذوا يعدلون عن اسمها القديم الذي ارتبط ذكره بذكر نزول آدم من الجنة (سرنديب) إلى اسم آخر هو سيلان فنوه به ياقوت صاحب أكبر معجم معروف في البلدانيات وبعده ابن بطوطة صاحب أعظم رحلة وأوسعها في العالم في زمانه.وهذا الاسم الأخير هو الذي انتقل من العرب إلى الأوروبيين وبقى حتى غيره السيلانيون باسم من عندهم جديد يدل على مكانة بلادهم في نفوسهم.ذلك هو (سري لانكا) الذي معناه: الجزيرة المجيدة، أو الجزيرة المقدسة (فسري؛ معناها: مقدس أو ممجد، ولانكا: معناها: جزيرة، وقالوا: إنها ممجدة أو مقدسة لأن المكان المزعم لنزول آدم فيها هو مقدس عند أصحاب الديانات الموجودين في هذه البلاد على اختلاف دياناتهم.وأيا كان معنى الاسم الأخير والاسم الوسيط فإن معنى الاسم الأول وهو جزيرة الياقوت ظل باقيا واضحا في الأذهان ذا أهمية في النفوس. كما بقي الأمر الذي كان مرتبطا به في أذهان القدماء من الناس وهو نزول آدم من الجنة في أرض سرنديب له اعتباره أيضا.أما بالنسبة للمسلمين النشطين الذين يفوق ما لهم من ثروة ومكانة ما لهم من عدد نسبي مجرد وهو 8 % من مجموع السكان هو سبب كاف لجعلي أحرص على زيارتها والإطلاع على أحوال المسلمين فيها.وقد كتبت خلال زيارتي القصيرة لها هذه الكلمات التي ألفت هذا الكتاب. وكان لا بد من مقدمة للكتاب تتضمن التعريف بهذه الجزيرة (سيلان) وتتحدث عن العلاقات ما بين أهلها وبين المسلمين في الأمصار الإسلامية وإن كان حديثا مختصرا قصد منه الإلمام، والإعلام، لا الاطالة في الكلام ولا بد أيضا من الحديث عن دين الإسلام وعن مكانة المسلمين في هذه البلاد.