| |

كتاب البحث عن يسوع – قراءة جديدة في الأناجيل لـ كمال الصليبي

 

50077 1837عنوان الكتاب: البحث عن يسوع – قراءة جديدة في الأناجيل

 

المؤلف: كمال الصليبي 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: دار الشروق


الطبعة: غير موجودة


عدد الصفحات: 193



حول الكتاب:

يمثل هذا الكتاب محاولة للوقوف على الحقيقة التاريخية بشأن يسوع الناصري المعروف بالمسيح، وذلك عن طريق قراءة دقيقة لما تقوله النصوص المقدسة لدى المسيحيين بشأنه. وقد درج علماء (( الكتاب المقدس )) بين المسيحيين على القراءة النقدية لهذه النصوص منذ أكثر من قرنين. ومن هؤلاء من كان من رجال الدين البارزين. وكانت الكنائس المسيحية في البداية تعارض، وبشدة، هذا (( النقد الكتابي )) ( كما يسمى ). لكن الكبرى منها ما لبثت أن أقرت بشرعيته، نظرا إلى استحالة العكس، فوجدت طريقها للتعايش معه. ومن ذلك الفصل في بعض الكنائس البروتستانتية بين ما يسمى (( مسيح التاريخ )) و (( مسيح الإنسان )).
 ومن (( النقد التاريخي )) ما يتعلق بالتدقيق في النصوص من حيث تركيبها، لغة وأسلوبا. وهو ما يسمى (( النقد النصي )) ومنه ما يتعلق بمقابلة ما تفيده هذه النصوص ، إذا ما قرئت بدقة، مع ما هو معروف من واقع التاريخ. وهو ما يسمى (( النقد التاريخي )) أو (( النقد الأعلى )) وهذان النوعان من (( النقد الكتابي )) مرتبطان أحدهما بالآخر بحيث يستحيل الفصل بينهما تماما.
 وليس في هذا الكتاب من جديد من حيث الأسلوب الذي يتبعه في (( النقد الكتابي )) إنما الجديد فيه هو الأطروحة العامة التي يتقدم بها، وهي التي تذهب إلى أبعد من الآراء المألوفة بشأن الظروف المحيطة بسيرته وما لهذه الظروف من خلفيات. ومن هذه الخلفيات ما يعود إلى زمن سبي إسرائيل في بلاد بابل، أي إلى القرن السادس قبل الميلاد، إن لم يكن إلى زمن أسبق.
 ومن المعروف عن النصوص المقدسة لدى المسيحيين أنها كثيرا ما تتناقض مع بعضها فيما تقوله أو تفيده عن يسوع. ومن هذا التناقض حتى ما هو قائم بين المقطع والمقطع من النص الواحد. غير أن في هذا التناقض بالذات – سواء أكان بين النص والآخر، أم داخل النص الواحد – ما يوفر للباحث السبيل إلى فرز المقولات الواردة في هذه النصوص بعضها عن بعض، وإرجاع كل مقولة إلى أصلها، يقينا أو ترجيحا. إذ ما من تناقض بين المقولة والأخرى إلا وله سبب، والوقوف على حقيقة الأسباب لما في النصوص التي نحن بصددها من تناقض قد يكون هو المفتاح لحل اللغز الذي ما زال قائما بشأن يسوع، سواء من ناحية تاريخية شخصه، أو من ناحية المعتقد المسيحي فيه.
وقد قيل إن للعقل ألف عين، بينما للقلب عين واحدة. والألف عين التي للعقل هي ، مجازا، تلك التي تنظر في ما يرى من واقع الطبيعة والتاريخ. أي أنها عيون المعرفة التي قد يتوصل إليها الإنسان عن طريق البحث المرتكز إلى الدليل والبرهان. أما العين الواحدة التي للقلب فهي، مجازا أيضا، تلك التي تدرك ما لا يرى من الحقيقة عن طريق اليقين الذي لا حاجة له إلى دليل أو برهان. ولعيون العقل الكثيرة حقها في النظر والتدقيق في كل ما يرى من الحقائق، بل وأن تذهب في ذلك إلى أبعد الحدود الممكنة. لكن يبقى الواقع ، وهو أن للمعارف، مهما توسعت أفاقها، حدودا لا يمكن للعقل البشري أن يتخطاها. ولذلك، لا يجوز للعقل، مهما كثرت عيونه، أن ينكر على القلب حقه في رؤية الحقائق المتعلقة بما وراء الكون عن طريق عينه الواحدة التي هي عين الإدراك واليقين. فإذا فعل ذلك، يكون قد تجاوز حدوده.
 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *