كتاب الطوارق من الهوية إلى القضية لـ أكناته ولد النقره

حول الكتاب

 أعادت التطورات الأخيرة التي عرفها إقليم أزواد ”قضية الطوارق” إلى الواجهة وتصدر المشهد الإعلامي بعد عقود متراكمة طمرت خلالها القضية والشعب في غياهب التجاهل والنسيان، وعانى خلالها الإقليم وساكنته من تنكر الأشقاء وجفاء الأصدقاء وسطوة الغرباء، غير أن عشق الحرية وإرادة الحياة الكريمة التي فطر عليها هذا الشعب الجلد ظلت حافزا قويا يلهم أبناء الإقليم معاني التضحية، وصور العطاء المتجدد الذي بقي يمد قضيتهم العادلة بأسباب البقاء والاستمرارية بعد ما عملت قوى وأطراف إقليمية ودولية على تغييبها عن دائرة الضوء والاهتمام، وحشرها في زوايا معتمة، وتقديم أصحاب القضية للعالم الخارجي في ثوب ”اللصوص المسلحين” أو القتلة الانفصاليين، وهي الصورة النمطية السلبية التي نجح إعلام النظام الرسمي الرافض لمطالب الطوارق في تكريسها وتسويق مخرجاتها السياسية لعقود قبل أن تتمكن الانتفاضات المتوالية للطوارق ابتداء من 1963، وانتهاء بالأحداث الحالية المتزامنة مع الربيع العربي من فضحها وتعريتها ليتكشف للعالم أجمع حجم البؤس والمعاناة الإنسانية البالغة التي حاقت بشعب مسالم حرم من أكثر حقوقه السياسية والمدنية، واستثنيت مناطقه من خطط التنمية للدولة المالية وأهملت فيه مرافق البنى التحتية والخدمات الوظيفية العامة منذ الحقبة الاستعمارية وإلى اليوم.