| |

كتاب المهدي المنتظر عند الشيعة الإثني عشرية لـ جواد علي

 

c936a 1790عنوان الكتاب: المهدي المنتظر عند الشيعة الإثني عشرية

 

المؤلف: جواد علي 


المترجم / المحقق: د.أبو العيد دودو


الناشر: منشورات الجمل


الطبعة: الأولى 2005 م 


عدد الصفحات: 318



حول الكتاب:

لقد تقدمت الدراسات الإسلامية في أوربا تقدما كبيرا. فقام غولدتسيهر بدراسات واسعة عن الحديث ، وبحث نولدكه في القرآن وتاريخه، ودرس فيلهاوزن تاريخ ما قبل الإسلام وصدر الإسلام. ورغم كل هذه الإنجازات، فإنه لا يزال هناك فروع علمية في الدراسات الإسلامية، وقد تكون أقل أهمية، لأنها لا تتصل بالعالم الإسلامي كله، ولذلك لم تكد تعرف بسبب قلة تأثيرها في العالم الإسلامي بالذات ولم تقدم البحوث عنا. إلا أن على البحوث الإسلامية أن تهتم بهذه الميادين، التي أهملت حتى الآن إلى حد ما.
  هذه الدراسة المقدمة تتصل بتاريخ أوساط إسلامية خاصة، وهي الشيعة، أي أتباع علي وآل بيته . وقد تم اختيار تلك الفترة الغامضة، عندما اختفى الإمام الثاني عشر، أي عقب علي بن أبي طالب، من الأرض حسب اعتقاد الشيعة وناب عنه سفراؤه – وعددهم أربعة. في هذا الفترة كان الشيعة في غاية الضعف، لكنهم لم يلبثوا أن تقووا وكانت لهم سطوة بعد ذلك وظهروا في أيام حكم البويهيين. ولم يزل الكثير من هذه المرحلة غامضا. وهذه الأطروحة تقوم لأول مرة بمحاولة الفصل بين الحقيقة التاريخية والأسطورة في تلك المرحلة التي لم يتم بحثها.
  انقسم الإسلام كما انقسمت المسيحية إلى ديانات، وتمثلت أسباب انقسام الكنيسة المسيحية في اختلاف الآراء حول طبيعة المسيح وإرادة الإنسان الحرة، أما في الإسلام فقد لعبت السمات السياسية والعائلية الدور الأول. ففي المركز الثاني بعد السنة تأتي من حيث العدد فرقة ما يسمى بالشيعة الإثني عشرية، يشكل أتباعها 9/10 من سكان إيران المعاصرة، ومليونا ونصف المليون في العراق و5 ملايين في الهند وفي المناطق ذات الأقليات الدينية. وهذه الفرقة من الشيعة تدعى الإمامية أو الجعفرية أيضا.
  وكلمة (( شيعة )) تعني في العربية (( الحزب )). ثم أصبحت فيما بعد لا تطلق إلا على أسرة علي بن أبي طالب. ويعود اسم الإمامية إلى اعتقادهم بالإمامة، بمعنى القيادة الدينية، التي تشكل نواة عقيدتهم.
  والإمامة تنتمي عند الشيعة إلى الأسس الرئيسة الخمسة للدين: 1-التوحيد، 2- العدل، 3-النبوة، 4-الإمامة والبعث . ويصل عدد الأئمة بعد النبي ( عليه السلام ) إلى اثني عشر إماما ، ومن هنا جاء الإسم (( الشيعة الإثنا عشرية )). وكان الإمام الأول علي بن أبي طالب، والأخير هو المهدي. ومن مات من غير أن يؤمن بالأئمة الاثنا عشر، يعد كافرا.
 وعلى الرغم من أن الإثني عشرية يشكلون الأغلبية بين غير السنيين، فليست هناك حتى اليوم دراسة علمية حديثة شاملة حول الإثني عشرية. إلا أن الأعمال التي رأيتها حول هذا الموضوع، والتي توجد من بينها دراسات متميزة، يقدم بعضها ما لا غنى عنه من هذه المصادر، بينما يعالج بعضها الآخر المشاكل والمراحل المفردة، بشكل يدل حقا على أن هناك نوعا من الحرص على دراسة تلك الميادين، ولكنها في مجموعها لا تزال تنقصها الدراسة النقدية المنهجية الشاملة. يقول ا.غ. براون : (( إننا لا نلك عرضا مفهوما موثوقا به عن مبادئ الشيعة في أية لغة أوروبية .)) ويعيد شتروتمان الأسباب المفترضة لذلك إلى : (( أن كتابة تاريخ الشيعة وتاريخ عقيدتهم ودراسة طبيعتهم الداخلية بشكل مفصل يعتمد عليه لا تزال غير ممكنة في هذا الوقت في ألمانيا لأسباب خارجية. حتى هذه الدراسة الصغيرة، التي هي بين أيدينا، تعاني، إذا ما نحن أخذنا بعين الاعتبار المجموعة الضخمة من المصادر الشيعية، التي ليست في متناول اليد – تعاني من قلة المصادر )).
  لقد اتبع المستشرقون المحدثون منهجا جديدا، فلم يعودوا يرجعون، كما كانوا في السابق، إلى المصادر السنية، بل أصبحوا يعتمدون في بحوثهم بالدرجة الأولى على المصادر الشيعية، على غرار ما فعله شتروتمان مثلا في كتابه (( الاثنا عشرية )) ، الذي يعالج المشكل في عهد المغول. ويمكن على العموم اعتبار هذا الميدان العلمي كله أرضا لا تزال بكرا.
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *