كتاب تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة لـ عيسى إسكندر المعلوف
عنوان الكتاب: تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة
المؤلف: عيسى إسكندر المعلوف
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
الطبعة: 2014
عدد الصفحات: 49
حول الكتاب:
“إن الطب الصيني اليوم هو أشبه به منذ آلاف من السنين لحرص الصينين على تقاليدهم، على أن الأطباء القدماء كانوا يشاركون بكل نوع من الطب، وأطباء اليوم اختصاصيون، ومن مبادئهم الاقتصار على فحص النبض فقط، ولهم فيه مؤلف قديم قبل الميلاد، ومن معتقداتهم أن أسباب الأمراض البرد والريح والرطوبة، وعندهم نباتات يستعملونها خارجا إما لتوقيف الاستطلاق ( الإسهال ) بالتضميد، أو للوقاية من السكر والخوف والتخويف ، والحمل على العشق أو كرهه، واشتغل ملوكهم بالنبات حتى إن أحدهم ألف فيه كتابا في ستين مجلدا، ولكنهم لا يحرصون على النظافة فتتفشى بينهم الأمراض الوبيلة، كالحمى التيفوئيدية والزحير ونحوها، ويكثر التناسل عندهم مع كثرة موت الأطفال، وكانوا ينسبون حدوث الأمراض إلى الفصول، فيقولون : إن أمراض الصدر والرئتين هي من الشتاء، والحميات من الخريف ، والصداع والعصبي من الربيع، والأمراض الجلدية من الصيف، ويكرهون الحقن والفصد ويعتمدون على الحمامات والحجامة، وأتقنوا الخصي كل الإتقان، ولكنهم جهلوا التشريح لتحريمهم فتح الجثث، وعرفوا بعض الآلات الجراحية البسيطة كالمبضع، وقالوا : إن الحامض لتغذية العضلات والحلو لتغذية غيرها والمالح لتغذية العروق الدموية، والمر لتقوية الجسم عموما والحريف لتغذية غيرها والمالح لتغذية العروق الدموية، والمر لتقوية الجسم عموما والحريف لتغذية العظم، وعجزوا عن شفاء الساد ( الماء الأزرق ) في العينين ( الكتركتا ) ، ومن غريب ما يطلب من أطبائهم أن يصرح كل منهم بعيادته الأولى للمريض أمام أهل البيت بالمرض وأسباب نهايته، وقد خصصت القبالة عندهم بالنساء فقط، ولهم فيها مزاعم وخرافات ومركبات الأدوية الصينية تربو على خمسمائة نوع من النباتا الطبية والتراكيب المختلفة، مثل قرن الوعل وذرور الأظافر وشوارب النمور، وكثير ما يفرط باستعمالها حتى تميت المرضى، وعرف العرب شيئا من الطب الصيني بدليل أن بعض اللغويين ذكر اسم (( الكبابه )) أنه دواء صيني فارسيته (( كبابه )) ويقال : (( كبابيه )) ومعربه (( حب العروس ))، وأحسنه الفلفل المذنب الذي يجلب من جزيرة شلاهاط الصينية، واسم الجدري عندهم (( تشوهوا ))، ولعل منها كلمة تشويه العربية ، وعرفوا التلقيح قبل أن يكتشفه جنر مؤخرا.يقدم الكتاب عرضا تاريخيا موجزا حول الطب وممارساته في الحضارات القديمة وعند الشعوب التي وصلت إلينا مصادر حولها منذ العصور الغابرة وحتى تاريخ تأليف هذا الكتاب والذي هو بالأصل محاضرتين : ألقيت الأولى في المعهد الطبي بدمشق في 4 آذار سنة 1919 م، والثانية في 18 آذار سنة 1919م.“