كتاب حرية المدينة – مسرحية لـ براين فرايل

أما عن الثورية في القالب الأدبي فكانت في جعل المسرحية فصلين بخلاف الشكل التقليدي، كما أن طريقة عرضها مميزة لم أرها في مسرحيات كثيرة، تبدأ مع مشهد يحقق فيه القاضي في مقتل ثلاثة أشخاص، يتم التعرف على كل شخصية فيهم، ثم يعود بالزمن عند تفريق قوات الأمن لمظاهرة سلمية تطالب بالحقوق المدنية للفرد، ثلاثة أشخاص من المظاهرة سيرهربون ويلجأون إلى مكان سيكتشفون بعد هذا أنه مقر مهم للدولة، وسيتم اتهامهم بأنهم إراهبيين مستوليين على المبنى، يظل القاضي يحقق في موت الأشخاص الثلاثة، ونعيش مع نفس الأشخاص الساعات التي قضوها في المكان الذي هربوا إليه، إلى أن تلتقي الخيوط في النهاية.

أما عن الثورية في قصتها فهي وإن كانت تبدأ مع مشهد مظاهرة للمطالية بالحقوق المدنية فليس هذا هو الغرض الرئيسي منها، بل الغرض كان في مناقشة الفقر المنتشر في أيرلندا من خلال رسم ثلاث شخصيات
الشخصيات الرئيسية هنا ثلاثة فقط، الباقيين ليسوا سوى شخصيات لموقف وتختفي، أو شخصيات ذات جانب واحد لا حاجة لرسمها.. بعض الأشخاص تظهر في المسرحية تظهر للحديث ولكنها لا تتحدث مع أحد، مثل: دودز عالم الاجتماع، والقس.
ثلاثة شخصيات تتناول ثلاث أمثلة من االطبقة الفقيرة، هم: مايكل غير المتزوج والعاطل، سكنر عاطل ولبس له مكان يسكن فيه بل كل يوم في مكان، ليللى وهي أم لأحد عشر طفلًا ينامون في شقة من غرفتين وتسعى لإطعامهم.

نكتشف أن كل واحد من الثلاثة لم تهمه المطالب الأساسية للمظاهرة، بل هي رغبة منهم في تجاوز فقرهم بأي شكل..
يتناول الكاتب الموضوع ويعالجه بطريقة مبهرة من جميع الجوانب.