كتاب سلامة القس لـ علي أحمد باكثير
كتاب سلامة القس اللغة : العربية دار النشر : مكتبة مصر سنة النشر : 0000 عدد الصفحات : 183 نوع الملف : مصور |
حول الكتاب
وانتبهت سلامة لاختلاف لحنها عن الأصل فقالت: “تبا لى! عدت إلى خطئى”.
قال لها: “كلا والله ما هذا بخطأ.. لقد زدت اللحن بهذا عذوبة ليس فى الأصل.. والله لقد خلقت للغناء يا سلامة، وليكونن لك فيه شأن- وإنما أنت فى حاجة إلى معلم تأخذين الغناء عنه”.
نزلت هذه الكلمات كالطل البارد على قلب سلامة، لأنها عبرت تعبيراً واضحاً عما لديها من الموهبة الغنائية التى كانت تحس بها إحساساً مبهما، فلم يبق لديها شك حينئذ فى أنها ستصير مغنية عظيمة إذا وجدت من يأخذ بيدها فى هذا السبيل، ونظرت إلى حكيم نظرة ملؤها الشكر وقالت: “لكن من لى بذاك المعلم يا حكيم؟”
أطرق حكيم لحظة ثم قال لها فى شئ من التردد: “قلت لك إننى أعرف شيئا من ألحان جميلة، وأزيدك أننى أعرف جملة من ألحان غيرها. فهل لك أن تأخذيها عنى؟”.
فلم تتردد سلامة أن قالت: “أفعل يا حكيم، ولك المنة والفضل”.
رفع حكيم بصره إليها قائلا: “ما جزائى عندك إن علمتك إياها يا سلامة؟”.
فضحكت سلامة وأجابته قائلة: “جزاؤك.. لا أدرى. إنى لا أملك شيئا يا حكيم”. فقال لها: “بل تملكين كل شئ يا سلامة”.
وفطنت سلامة لبعض ما يريد وقالت متجاهلة: “والله رب هذا البيت لا أملك شيئاً”.
قال لها: “لا تقولى هذا وعندك هذا الفم الأرجوانى والثنايا اللؤلؤية!”.
فاصطبغ خدها بحمرة الخجل وقالت فى لهجة العاتب: “تبا لك.. أتريد”.. فبادرها حكيم قائلا: “قبلة يا سلامة.. أو قبلتين”.
قالت وقد قطبت وجهها: “ويل لك.. بئس ما ربتك أمك يا حكيم!”
فأجابها مبتسما: “أجل بئس ما ربتنى أمى.. كانت- يرحمها الله- كثيراً ما تقبلنى!”.
فاغربت سلامة فى الضحك ثم كفت عنه فجأة وقالت: “دعنا من هذا.. ألا تعلمنى يا حكيم؟”
قال لها: “وتمنحيننى القبلة يا سلامة؟”.
فسكتت.. ثم نظرت إليه ضاحكة وقالت: “أمنحك إياها”.
فاقترب منها حكيم قائلا: “هاتى فوالله إن المكان لخال”.
فارتدت سلامة إلى الوراء قائلة: “لا.. ليس الآن.. حتى تعلمنى”.
قال حكيم وقد عاد إلى مكانه الأول: “حسناً سأعلمك كل يوم لحناً أو لحنين على أن تعطينى قبلة على كل لحن”.
فأجابته ضاحكة: “قبلت شرطك يا ماكر”.
فابتسم حكيم ابتسامة الظافر وقال: “إذن فهاتى القبلة التى استحققتها عندك باللحن الذى علمتك إياه الآن”.
ولكن سلامة لم تعدم الرد المقنع إذ قالت: “إنك علمتنيه قبل أن نبرم بيننا هذا الاتفاق، فليس لك أن تطالبنى بشئ بعد”.
قال لها وقد شعر بأنه المغلوب: “ويل لك ما أذكاك! غداً أستحق لديك قبلا كثيرة!”. فابتسمت وأجابته قائلة: “غدا يأتى الله بالفرج!”.
قال لها: “كلا والله ما هذا بخطأ.. لقد زدت اللحن بهذا عذوبة ليس فى الأصل.. والله لقد خلقت للغناء يا سلامة، وليكونن لك فيه شأن- وإنما أنت فى حاجة إلى معلم تأخذين الغناء عنه”.
نزلت هذه الكلمات كالطل البارد على قلب سلامة، لأنها عبرت تعبيراً واضحاً عما لديها من الموهبة الغنائية التى كانت تحس بها إحساساً مبهما، فلم يبق لديها شك حينئذ فى أنها ستصير مغنية عظيمة إذا وجدت من يأخذ بيدها فى هذا السبيل، ونظرت إلى حكيم نظرة ملؤها الشكر وقالت: “لكن من لى بذاك المعلم يا حكيم؟”
أطرق حكيم لحظة ثم قال لها فى شئ من التردد: “قلت لك إننى أعرف شيئا من ألحان جميلة، وأزيدك أننى أعرف جملة من ألحان غيرها. فهل لك أن تأخذيها عنى؟”.
فلم تتردد سلامة أن قالت: “أفعل يا حكيم، ولك المنة والفضل”.
رفع حكيم بصره إليها قائلا: “ما جزائى عندك إن علمتك إياها يا سلامة؟”.
فضحكت سلامة وأجابته قائلة: “جزاؤك.. لا أدرى. إنى لا أملك شيئا يا حكيم”. فقال لها: “بل تملكين كل شئ يا سلامة”.
وفطنت سلامة لبعض ما يريد وقالت متجاهلة: “والله رب هذا البيت لا أملك شيئاً”.
قال لها: “لا تقولى هذا وعندك هذا الفم الأرجوانى والثنايا اللؤلؤية!”.
فاصطبغ خدها بحمرة الخجل وقالت فى لهجة العاتب: “تبا لك.. أتريد”.. فبادرها حكيم قائلا: “قبلة يا سلامة.. أو قبلتين”.
قالت وقد قطبت وجهها: “ويل لك.. بئس ما ربتك أمك يا حكيم!”
فأجابها مبتسما: “أجل بئس ما ربتنى أمى.. كانت- يرحمها الله- كثيراً ما تقبلنى!”.
فاغربت سلامة فى الضحك ثم كفت عنه فجأة وقالت: “دعنا من هذا.. ألا تعلمنى يا حكيم؟”
قال لها: “وتمنحيننى القبلة يا سلامة؟”.
فسكتت.. ثم نظرت إليه ضاحكة وقالت: “أمنحك إياها”.
فاقترب منها حكيم قائلا: “هاتى فوالله إن المكان لخال”.
فارتدت سلامة إلى الوراء قائلة: “لا.. ليس الآن.. حتى تعلمنى”.
قال حكيم وقد عاد إلى مكانه الأول: “حسناً سأعلمك كل يوم لحناً أو لحنين على أن تعطينى قبلة على كل لحن”.
فأجابته ضاحكة: “قبلت شرطك يا ماكر”.
فابتسم حكيم ابتسامة الظافر وقال: “إذن فهاتى القبلة التى استحققتها عندك باللحن الذى علمتك إياه الآن”.
ولكن سلامة لم تعدم الرد المقنع إذ قالت: “إنك علمتنيه قبل أن نبرم بيننا هذا الاتفاق، فليس لك أن تطالبنى بشئ بعد”.
قال لها وقد شعر بأنه المغلوب: “ويل لك ما أذكاك! غداً أستحق لديك قبلا كثيرة!”. فابتسمت وأجابته قائلة: “غدا يأتى الله بالفرج!”.