كتاب ملكية الأرض في موريتانيا لـ يحيى بن البراء
كتاب ملكية الأرض في موريتانيا |
عنوان الكتاب: ملكية الأرض في موريتانيا – أبعادها الاجتماعية والسياسية دراسة في النصوص الفقهية والوقائع
المؤلف: يحيى بن البراء
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: منشورات معهد الدراسات الإفريقية
الطبعة: الأولى 1999
عدد الصفحات: 208
حجم الكتاب : 4.49 ميغا
حول الكتاب
كيف يمكن انطلاقا من التراث الفقهي الموريتاني تحديد القوانين الخفية لملكية الأرض العقارية؟ إذا كانت هذه القوانين تسهم في تعريف البنيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية القديمة، فكيف تفيد أيضا في تدقيق الهياكل الفعلية لسلطة الفقهاء مقارنة مع نفود الأمراء وشيوخ القبائل؟ ثم ماذا عسى أن يقال حول هذه السلطة في تحديد ثم تطوير مفهوم التملك العقاري للتراب الموريتانية؟ بعبارة أوضح، هل يمكن لهذه المسائلات الكبرى أن تسهم بشكل حاسم في تحديد مفهوم المجال الموريتاني بعد الاستقلال؟تحيلنا هذه الطروحات الكبرى على مفهوم الدولة الموريتانية متطلبة لذلك جهدا جهيدا للإحاطة بكل ما كتب في التراث الفقهي السياسي المتخصص. وهو معطى أساسي تطلب من الأستاذ يحيى بن البراء مواجهة تضارب الأجوبة الفقهية والفتاوى التي كثيرا ما تبدوا لغير المتخصصين فضفاضة وغير مكتملة. استطاع المؤلف خوض غمار هذا المعترك موحدا الفكر والتحليل. ولعل أكبر دليل على ذلك انطلاقة من النشأة الأولى للوضع العقاري للملكية ثم استمراريته فتطوره. وهو شرط منهجي تطلب من المؤلف ألا يسبح في المطلقات وألا يصرف نظره ولو لفترة وجيزة عن الخصوصيات الظرفية والمكانية – اتضحت بذلك قدرته الفعلية على الانطلاق من تحديد منهجي لمفاهيم مؤسسة على قدرة كبيرة في التدقيق والتبسيط.ندرك إذا لماذا تعتبر القدرة على تبسيط المعقد أمرا كبيرا لا يخوض فيه إلا من كانت له مؤهلات عالية على الخوض في المجهرية الفقهية. فهذه دراسة منطلقها السعي إلى إدماج التأليف الفقهي في سيرورة ملكية التراب الموريتاني. وهو ما يمكن أن نستشفه منذ الصفحات الأولى لهذا الإنجاز حيث تتجلى قدرة الفقهاء على تطوير مفهوم ملكية الأرض باعتبارهم المتخصصين الوحيدين في المكتوب والمقروء. يستند الوضوح والتبسيط إلى قدرة يحيى بن البراء على سن طريقة متميزة في قراءة وتحليل النصوص الفقهية. وهي حقيقة تجعل من هذا الإنجاز مجهودا غنيا بالمواد الفقهية والقانونية والتاريخية والسوسيولوجية. هذا الثراء يبرز بما لا يدع مجالا للشك قدرة الأستاذ الباحث على استخلاص البنيات التي تكمن شكلا ومضمونا وراء مفهوم ملكية التراب الموريتاني. وهو مسعى أساسي يجعل من هذا الإنتاج مجهودا تنظيريا لكل التاريخ الموريتاني ومساهمة تغني البحث المتعدد التخصصات حول الصحراء الأطلسية.