| |

كتاب هكذا خلقت – قصة طويلة لـ الدكتور محمد حسين هيكل

حول الكتاب
خيل إليَّ أن هذه الفتاة تقبل علىّ لمثل هذا الأمر، وأنها ستخرج من حافظة أوراقها كراستها، وتطلب إلى أن أوقع بإسمي عليها، أو أكتب لها عبارة تعتز بها بين صديقاتها، لكنها لم تفعل من ذلك شيئاً؛ بل رأيتها ما لبثت حين وقفت أمامي أن إستأذنت في الجلوس. فلما هممت بعد جلوسها أن أدعوا الخادم؛ ليقدم لها ما تطلب إعتذرت وشكرت وقالت إنها لا تريد شيئاً، ولكنها قدمت في مهمة كلفت بها، وكل الذي ترجوني فيه ألا أسألها عن شخصيتها ولا عمن كلفها هذه المهمة.
وبعد هنيهة فتحت حافظة أوراقها، وأخرجت منها ملفاً أنيقاً وقالت: هذه لك يا سيدي قصة كتبتها صاحبتها، ورغبت إلىَّ في أن أضعها بين يديك. وقد تركت لك الحرية المطلقة في شأنها. لك أن تقرأها أو تهملها، فإذا تفضلت وأضعت وقتك في قرأتها، فلك أن تلقي بها في النار، أو تحتفظ بها بين المهملات من أوراقك، ولك إن شئت أن تنشرها على الناس. فإذا كان لها من الحظ أن راقتك فنشرتها، فستكون هي إحدى قارئاتها، ولن تعرف أين أنت ولن يعرف غيرك عن صاحبتها شيئاً!.. هذه هي الرسالة يا سيدى رسالتي، وهذه هي القصة في ملفها، أدعها بين يديك، وأستأذنك في الإنصراف!..

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *